انتهت أخيراً عروض مسرحية «Mother Courage» على خشبة مسرح «دار الآثار الإسلامية»، من إخراج البريطانية أليسون شان برايس، وبطولة ليلى القاضي وهند خزعل ومجموعة رائعة من الممثلين، وذلك بعد استمرارها لثلاثة أيام متتالية مصاحبة لاحتفال يوم المرأة العالمي.
العمل مأخوذ عن النص المسرحي «Mother Courage and Her Children»، من تأليف الشاعر والمسرحي الألماني برتولت بريشت، إذ ينظر إليها الكثيرون من قبل على أنها أعظم مسرحية عُرضت في القرن العشرين، كما يعتبرها معظم النقاد أعظم مسرحية مناهضة للحرب على الإطلاق.
وفي «Mother Courage» لعبت القاضي الدور الرئيسي مجسدة شخصية الأم، فأبدعت تمثيلاً ونطقاً للمفردات اللفظية باللغة الإنكليزية، بينما حازت خزعل إعجاب الحضور بأدائها دور الابنة الخرساء، الذي يعتبر صعباً في التقمص، لأن الممثل يعتمد فيه على الأداء الحركي لإيصال الفكرة، في وقت لا يستخدم فيه الصوت كعامل مساعد.
وفي هذا الشأن، أوضحت خزعل لاحقاً بأنها تعلّمت لغة الإشارة لتقمص الشخصية، مؤكدة أن للفن رسائل سامية، واحترام ذوي الاحتياجات الخاصة إحداها.
بالعودة إلى أجواء المسرحية، لا بد من الإشادة بالمخرجة برايس التي قدمت المسرحية باللغة الإنكليزية مستعينة بفنانتين كويتيتين، ولاختيارها مناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي حتى تعرضها، تقديراً لكل امرأة في العالم، وحتى تبين قوة العلاقة بين الكويت والمملكة المتحدة.
يشار إلى أن قصة المسرحية الأصلية لا تمنح الجمهور فرصة الشعور بالتعاطف لأي من الشخصيات، فالأم الشجاعة لا تُصور كشخصية نبيلة، خلافاً للتراجيديا الكلاسيكية اليونانية التي تصور أبطالها كشخصيات فوق العادة، وهو ما يميز المسرح الملحمي البريشتي.
فالمسرحية تحاول إظهار بشاعة الحرب، وأن الفضيلة لا تكافأ في الأوقات التي يسيطر عليها الفساد. لذلك، استخدم بريشت البنية الملحمية كي ينحصر تركيز الجمهور على القضية المطروحة بدلاً من التعاطف مع الشخصيات.
وبعد عرض المسرحية الأصلية في سويسرا عام 1941، عبّر بريشت عن قناعته بأن النقاد قد أساؤوا فهمها، إذ أراد إظهارها كمخطئة لعدم إدراكها الأوضاع التي كان أبناؤها يمرون بها.