كان باريس سان جرمان الفرنسي، مؤمناً بأن إقناع نجمه كيليان مبابي بالبقاء في العاصمة سيُحقّق له أخيراً المجد الذي طال انتظاره في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكن الفشل في بناء فريق قويّ بما يكفي حول النجم الفرنسي ساهم في خروج مبكر آخر من المسابقة القارية.
أدت الخسارة بهدفين نظيفين أمام المضيف بايرن ميونيخ الألماني الى خروج النادي الباريسي من ثُمن النهائي لخسارته ذهاباً أيضاً بهدف، وتوديع البطولة من هذا الدور للمرة الخامسة في آخر 7 مواسم.
كانت هناك احتفالات في مايو الماضي، عندما وافق مبابي على تجديد عقده لمدة 3 سنوات للبقاء مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار في العاصمة الفرنسية بدلاً من الانضمام إلى ريال مدريد الإسباني.
كان من المفترض أن يتبع تعيين الكشاف البرتغالي لويس كامبوس مديراً رياضياً وكريستوف غالتييه مدرباً خلفاً للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، بناء فريق جديد ومثير.
وقال غالتييه: «الأمر لا يتعلّق ببناء الفريق. إنها مجرّد قصة الموسم.
افتقدنا لاعبين مهمّين. الفريق ضعف (جرّاء خسارة عناصر) في المواجهتين» ضد «بايرن».
لديه وجهة نظر، لأن مبابي دخل من مقاعد البدلاء في نصف الساعة الأخير لتعافيه من إصابة في الفخذ خلال الخسارة في باريس ذهاباً.
وغاب نيمار عن الإياب لإصابة في الكاحل، فيما خرج كل من المدافعين البرازيلي ماركينيوس ونوردي موكييلي في نهاية الشوط الأول وانطلاق الثاني توالياً في الإياب لتعرّضهما للإصابة.
وضع «سان جرمان» الأمل في مبابي وميسي في قلب المواجهة في ميونيخ، لكن الأرجنتيني لم يكن له تأثير يُذكر، بينما لمس الفرنسي الكرة 32 مرة فقط.
واعترف مبابي: «كما قلت في أول مؤتمر صحافي لي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إننا سنبذل قصارى جهدنا. الحقيقة هي أن هذا هو أقصى ما لدينا».
ويتساءل البعض عن سبب عدم تمكن نادٍ مثل «سان جرمان» من بناء فريق بدكّة قوية بما يكفي حول مبابي ليظل قادراً على المنافسة على الرغم من الإصابات.
ويجيب النجم السابق للنادي دافيد جينولا، والذي يعمل محلّلاً في قناة «كانال بلوس»، قائلاً: «إذا كان لدى باريس سان جرمان طموحات للفوز بدوري أبطال أوروبا، فإنهم بحاجة إلى التعاقد مع لاعبين يملكون معايير عالية».
وتابع: «أعتقد أنهم سيحقّقون النجاح الذي يبحثون عنه في اليوم الذي يتوقفون فيه عن المراهنة بكل شيء على لاعب واحد. متى سنتحدث عن فريق؟».
وينتهي عقد ميسي هذا الموسم، وكانت هناك محادثات حول تمديده، لكن سيكون قد بلغ عامه الـ36 في يونيو، ومن الحكمة استثمار الأموال المطلوبة في مكان آخر.
وخلال 11 موسماً في البطولة القارية، فاز الفريق بسبع مباريات فقط في مواجهات من مباراتين في الأدوار الاقصائية.
لذا، كتب فنسان دولوك في صحيفة «ليكيب» الرياضية اليومية: «لا يوجد سبب يجعل باريس سان جرمان في عام 2023 يتعلّم الدروس التي لم يتعلّمها منذ 10 سنوات».
وتابع: «لا يوجد سبب أيضاً لإنكار أن باريس سان جرمان، عندما يتعلّق الأمر بثُمن نهائي دوري أبطال أوروبا، فإن الخسارة باتت ثقافة».
في المقابل، أكد بايرن ميونيخ مرة أخرى أنه الرقم الأصعب في نسخة هذا الموسم.
وعلى الرغم من تواجده في «مجموعة الموت» بجانب العملاقين الإسباني برشلونة والإيطالي إنتر ميلان، خرج «بايرن» منتصراً من مبارياته كافة في دور المجموعات ذهاباً وإياباً ووصل الى فوزه الثامن من أصل 8 مباريات خاضها في طريقه الى ربع النهائي، بسجل هجومي رائع (21 هدفاً) ودفاعي أروع (اهتزّت شباكه مرتين فقط).
واستناداً الى ما شاهده من فريقه حتى الآن ورغم أنه بعيدٌ كل البعد عن تشكيلتي ثلاثية عامي 2013 و2020، قال المدرب يوليان ناغلسمان إن «بايرن» قادر على تحقيق ما يشاء إذا تمتع بالتعطّش والشغف اللذين يتوافقان مع النوعية الموجودة في النادي البافاري.
وتبدو تصريحات ناغلسمان بعد المباراة لشبكة «دازون» الألمانية وكأنها المديح الطموح المعتاد الذي يدلي به المدربون بعد فوز مهم، لكنه لم يعفِ لاعبيه من الانتقادات هذا الموسم في ظل الأداء المتأرجّح في الدوري.
ويدرك ناغلسمان جيداً أن بايرن يملك أفضل فريق في الدوري بفارق هائل عن أقرب منافسيه، لكنّ اللاعبين لا يأتون في بعض الأحيان الى المباريات بالسلوك المناسب، لاسيما على الصعيد المحلي.
وقال إن مكانة «بايرن» في ألمانيا تعني أن الفرق المنافسة تواجهه بشغف وتصميم مضاعفين على أمل حصد نقطة أو أكثر ضد العملاق البافاري، مما يعني أن فريقه يحتاج الى فعل الشيء نفسه.
وتابع ناغلسمان: «لايزال هناك الكثير من الفرق في الدوري القادرة على أذيتنا، لأن كل فريق يجلب هذه المشاعر معه ضد بايرن ميونيخ. لسوء الحظ، يتعيّن علينا دائماً إحضارها معنا (المشاعر الحماسية). إذا قمنا بإقران هذه الأشياء معاً، فسنكون جيدين جداً».
وكان المدافع الفرنسي دايو أوباميكانو محور إشادة ناغلسمان بعدما نجح في الحدّ من تحركات مبابي، معتبراً أن بإمكانه «أن يكون أفضل مدافع أو بين أفضل مدافعين أو ثلاثة في العالم».
مولر يستفّز ميسي
قال لاعب بايرن ميونيخ الألماني توماس مولر إن فريقه لا يواجه مشكلة مطلقاً أمام الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكنّ المتاعب تأتي حين يكون البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفوف المنافس.
وبعد الفوز على باريس سان جرمان الفرنسي ونجمه ميسي، قال مولر: «الأمور تسير دائماً بشكل جيد أمام ميسي، على عكس كريستيانو رونالدو».وتابع: «أمام ميسي يكون الأداء جيداً وكذلك النتيجة، لكنّ رونالدو كان يسبب لنا مشاكل كثيرة حين كان في ريال مدريد (الإسباني). وكثيراً ما تألق أمام بايرن».
واستدرك مولر، وقال إنه يكن احتراماً كبيراً لما قدّمه ميسي مع الأرجنتين في كأس العالم 2022 في قطر.