جمال الفكرة لم يُسعف، لاكتمال ولادة المسرحية.
هذا ما حدث مع طالب السنة الثانية (قسم التمثيل والإخراج) في المعهد العالي للفنون المسرحية محمد عبدالعزيز المسلم، الذي قدم أول العروض المنافسة، وهي مسرحية من تأليفه وإخراجه بعنوان «عين» تحت مظلة «مسرح السلام»، ضمن مهرجان «أيام المسرح للشباب 14» فوق خشبة «حمد الرجيب».
المسرحية باختصار، ناقشت قضايا اجتماعية، منها الفروق المجتمعية والعنصرية، إذ دارت قصتها حول عائلة «عين» التي تسعى إلى إنجاب الذكور في سبيل استمرارية نسلها، ولأجل تحقيق ذلك يقوم «عين» بقتل وإسكات الأصوات التي تحاول منع ذلك، إلى أن تنقلب الأمور في نهاية المطاف ليُعاقب على يد حفيده.
العرض المسرحي بشكل عام استطاع أن يوصل فكرته ورسالته بشكل أو بآخر، وكان واضحاً الجهود التي بذلها فريق العمل جميعه من دون استثناء فوق خشبة المسرح، لكن ذلك لا يعفي أنه كان بحاجة إلى الكثير من التماسك فوق خشبة المسرح، وهذا الأمر يرجع إلى عدم خبرة مخرجه الذي يخوض أولى تجاربه، إذ كان بحاجة ربما إلى المزيد من الوقت مع ممثليه الذين يعتبرون عصب العرض للتركيز على مخارج حروفهم، وإلى الإلقاء ودقة نطق اللغة العربية الفصحى بالشكل السليم. كذلك، لم تخدم الإضاءة في المسرحية الفكرة بالشكل الصحيح، فكانت مظلمة في كثير من المشاهد، ومن ناحية أخرى تلونت بشكل أوحى أننا نشاهد مسرحية رعب.
أما من الناحية الإيجابية، ورغم عدم خبرة المسلم، لكنه تمكن من تقديم نصه ذي الفكرة الجميلة، ثم ترجمته فوق الخشبة وفق إمكاناته التي مازالت في مرحلة النضوج، والتي تبشّر بأنه مع مرّ السنوات سيكون له اسم لامع في المسرح.
يذكر أن المسرحية شارك في بطولتها كل من هيا السعيد (الجدة)، مصعب السالم (الجد عين)، محمد الحجي (الخادم)، جهاد البلوشي (العم)، يحيى الحراصي (الأب)، شهد الراشد (الأم)، فهد العثمان (الابن)، إلى جانب مجموعة من الفنانين الشباب. في حين تولى مهمة المخرج المنفذ عبدالرحمن التويتان، وتصميم الأزياء فاطمة العازمي، والمكياج زينب الشطي، ومشغل العرض عبدالله المرزوق، والديكور خالد السالم. أما الموسيقى والمؤثرات الصوتية، فكانت لصالح الفيلكاوي.
ندوة تطبيقية
أعقبت المسرحية ندوة تطبيقية أدارتها المذيعة إسراء جوهر، وشارك فيها عدد من المهتمين بالشأن المسرحي، بحضور مخرج العمل المسلم.
ومن أبرز المشاركات كانت الدكتورة منى العميري (النقد والأدب المسرحي) التي قالت إن «المسرحية كاملة من الألف إلى الياء من أداء طلبة، حاولوا تطبيق المناهج التي تعلموها، وهذا فن المسرح الذي يعكس ما نتعرض له من نظريات على خشبة المسرح».
بدوره، وجّه دكتور التمثيل والإخراج شايع الشايع تحية لمخرج العمل «لشجاعته على الإخراج، وهو مازال في السنة الثانية، لكن قبل أن يخوض عليه أن يتعلم أسس الإخراج ومناهجه، وأن يهتم باللغة العربية بشكل جيد، لأن أي خطأ يظهر على المسرح فهو يغير المعنى»، لافتاً أيضاً إلى أن الإلقاء مهم جداً، «فالصوت لا يظهر على المسرح إلا إن كان الممثل متمكناً من الإلقاء الذي يعتبر العمود الفقري لفن التمثيل».