ردود الفعل على الحلقتين الأوليين جعلت المتابعين شهوداً وشركاء

«الحقبة»... سلاسة السرد وقوة المضمون

8 فبراير 2023 11:00 م

- جمالية العمل تكمُن أيضاً في إخراجه وتوضيبه
- في «النشأة» تذهب العين بالخيال إلى الموقع الجغرافي للكويت... إنما بحدود مختلفة
- في الدستور وولادة المجتمع السياسي الكويتي قصة مختلفة... لا بد من سماعها

نادراً ما تجمع الأعمال الوثائقية ما جمعه «الحقبة» على تلفزيون «الراي». سلاسة في السرد. عمق في المضمون. وشهادات ومقاربات جديدة عن تاريخ يعرفه كثيرون، لكنهم وقفوا عند أبواب «الخفايا والزوايا» ولم يتقدموا أكثر... فتحت هذه الأبواب لهم بدل أن يفتحوها هم.

الكويت بدءاً من «النشأة». رواة غاصوا في بحر ذلك التاريخ ولكل منه رؤيته وتفسيره وسرديته. جمالية العمل تكمن أيضاً في إخراجه وتوضيبه كي يسطع أمام المشاهد متسلسلاً فينسى أنه أمام شخصية تروي وتلحق الفكرة التي تصبح هي الحدث وكيف يتم إشباعها باختلاف التفسير. تنتقل الكاميرا من الفكرة إلى الفكرة نفسها مطورة، إلى الفكرة نفسها من زوايا مختلفة، إلى الفكرة نفسها مع ظهور البرواز التكاملي لها، وعندما يتم إغناؤها بالمتفقات والمتناقضات نذهب إلى فكرة أخرى عن حقبة أخرى.

في «النشأة»، تذهب العين بالخيال إلى الموقع الجغرافي للكويت، إنما بحدود مختلفة، الحد الأول التكوين الداخلي للمجتمع الكويتي وانصهاره، والثاني السير بين ألغام التدخلات الخارجية، خصوصاً بين السلطنة وبريطانيا.

يدفعك الوثائقي إلى التفكير بعقلية ذلك الزمان وإمكانات تلك المرحلة، ما يخفف بعض «الصدمات» من منسوب الحقائق من جهة ويعطي تبريراً أو تفسيراً مقنعاً من جهة أخرى.

في الدستور وولادة المجتمع السياسي الكويتي، إن صح التعبير، قصة مختلفة إنما لا بد من سماعها كي تتمكن من تفسير الكثير الكثير في الوقت الراهن. تتشابه الأحداث من حيث شغف المشاركة في السلطة والحيوية الاجتماعية والانتخابات وعلاقة المد والجزر بين السلطة والطبقة السياسية، وتختلف في أن ما قبل دستور 1962 ليس كما بعده وفي آليات التطور السياسي التي أفرزت نخباً جديدة بعد التوسع البشري والعمراني.

وبقدر ما كان وثائقي الحقبة متقناً، بقدر ما كانت ردود الفعل على ما عرض حتى الآن (حلقتان) رائعة ومشجعة، يساندها تفاعل كبير بين «مع» و«ضد» وبين من يرغب في تصحيح معلومة أو إضفاء خبر خاص... هذا التفاعل أشعر المتابع أنه جزء من «الحقبة» لا بصفة المتلقي فحسب، بل كشاهد وشريك.

الديين يعتذر عن السهو

اعتذر أحمد الديين عن خطأ جراء السهو في حديثه ضمن الحلقة الثانية من برنامج «الحقبة»، وقال «ذكرت اسم الشهيد محمد المنيس بينما كنت أقصد الشهيد محمد القطامي، الذي استشهد في أحداث تبادل إطلاق النار بالسوق الداخلي، أما الشهيد محمد المنيس فاستشهد في اليوم ذاته بإعدامه رمياً بالرصاص في ساحة الصفاة... فعذراً».