مع تفاعل الناس في مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة البرامج والمواقع، برزت أسماء، وأُطلق عليها كلمة مشاهير النت، وأصبح لها شأن كبير في عالم التواصل؛ تحققت لهم الشهرة وكثرة المتابعة، ولو على حساب الدين، والفضيلة، والإنسانية، وظن الناس انها فئة ناجحة، حتى تحكّموا في أفكار القارئ أو المحاور، ما أدى إلى التدمير الفكري للشباب ونسيان المبادئ وفساد الأخلاق.
لو اطلعت على كتابات تلك الفئة ترى ان الضجّة لسطور وكلمات تافهة لا قيمة لها... الواقع المزيف في عالم الانترنت جعل النجاح يقاس بعدد المتابعين والقُرّاء، وكلما ازداد أصحابه يعتبر في نظر بعض الشباب انه ناجح عظيم الفكر.
الناجح الحقيقي وصاحب الأفكار والأعمال العظيمة هو من يكتب وينشر الفكر السليم، ومع ذلك لا يظهر بالصورة رغم حاجة المجتمع إليهم، وللأسف صار الظهور لصغار العقول، الذين أثروا على الناس وباتوا قدوة لهم، وكأنهم دفترٌ ملون جذّاب يلفت الأنظار وهو فارغ من أي فائدة.
شريحة واسعة من الناس تُفضّل كل ما هو سطحي لسرعة تحققه، رغم انه لا فائدة منه ولا مضمون... مِن هؤلاء من يشارك في أنشطة ويلقي محاضرات كثيرة، ويعتقد البسطاء انه المثل الأعلى لكلامه المنمق الذي يأخذ القلوب، وللأسف هو كلام يخرب العقول، ليت القارئ لكلماتهم أو المستمع لهم يفقه ذلك ولا ينخدع بمحاضراتهم وحوارهم، فلا تبهرك الأعداد الكبيرة من المتابعين، واحذر من فئة تحطم القيم، وتقود الناس إلى المفاسد، ولا تتأثر بما يشتت انتباهك.
الناجح من يجتهد ليحقق الرفعة للناس ويفتح أذهانهم ويزيدهم رغبة في اختيار الدرب الصحيح.
أما مَن عمل لأجل المال أو الشهرة فلا شك أنه فاشل يعيش في وهم، ولا يعلم أن ما جاء سريعاً ومن دون جهد ذهني يزول سريعاً، ولن تظل هذه الشهرة لأن العمل كان لمصالحه الخاصة واكتساب ما لا يستحقه، لا لصالح الناس، وكما قال أحد العارفين: لا تأبه بالصيت الطائر في المجامع، والاسم الدائر على الألسنة، والشهرة السائرة في الآفاق، ما لم تكن من ورائها أعمال نافعة تشهد وآثار صالحة تعهد وثمرات طيبة تُجنى.
aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @