الحفرة من أكثر الكلمات المتداولة تقريباً في الكويت، في الدواوين وفي المنتديات وفي الاحاديث الأسرية خصوصاً بعد تساقط الامطار. الحفرة في الكويت كلمة تتكرر مع شكاوى الناس من حفر الشوارع وتطاير الحصى بسبب التزفيت السيئ للشوارع. لكن الحفرة لها دلالات ومعانٍ أخرى، هي تدل على الهبوط والنزول والانحدار.
مهما كان هناك كلام ومقالات وشكاوى، أصبح الحديث شبه عقيم، لأن السهل الواضح من آراء وحلول لا يؤخذ به لماذا؟
الموضوع معقد جداً، وهو في الوقت نفسه سهل جداً، اذا تم التفكير بحكمة وروية لإيجاد حل جذري يحكم اغلاق هذه الحفر التي لم تعد شكلية كما هي بالشوارع، بل حفر واخفاقات وانحدارات في قطاعات كثيرة في البلد من تعليم وصحة ورياضة وبيئة ورفاهية وإسكان وغيرها كثير.
إذا اراد المعنيون أن يجدوا حلولاً لهذا العقم في الاصلاح فعليهم أن يجدوا حلاً جذرياً بتغيير المنظومة والآلية الحالية في تولية المناصب في القطاعات والجهات المختلفة بالدولة.
كيف تقوم الحكومة بادارة الدولة؟ الحكومة تدير الدولة عبر أجهزة مختلفة من وزارات وما تحتوي على مناصب عليا، ومن هيئات ومؤسسات مختلفة.
هذه الأجهزة الحكومية المختلفة يديرها أشخاص ومسؤولون رفيعو المستوى، الآلية والمنظومة الحالية التي يوضع بها هؤلاء المسؤولون تقسم فيها المناصب نسبة لعائلة كذا وعائلة كذا، وأخرى للقبيلة هذه والقبيلة تلك، ومناصب للطائفة هذه أو غيرها، ويبقى أخيراً شيء بسيط لعنصر الكفاءة.
آلية غير مسجلة ولا معلنة لكنها واضحة في المحاصصة، طبعاً محاصصة غير عادلة. المشكلة أنها الآن ليست فقط منظومة غير عادلة بل انها أصبحت منظومة عقيمة.
قد تكون هذه المعادلة فاعلة بالستينات من القرن الماضي، ومقبولة في السبعينات، ومتذبذبة في فترة الثمانينات، لكنها أصبحت عبئاً في التسعينات وكارثية في ما بعد الألفية.
ما لم يتم تغيير هذه المنظومة في الترشيح للمناصب فلن يتم ايجاد حلول ليس فقط في الفراغات والحفر في الشوارع، لكن لن يتم ايجاد حل بأي ثغرة وفراغ في أجهزة الدولة المختلفة.
فليتم نسف الآلية القديمة في تولية المناصب في الدولة، وليكن عنصر الكفاءة هو الأساس، وإلا لن يتم اصلاح الأمور، والحل عند المعنيين وهو حل سهل ممتنع.