وُوري الأديب والشاعر الكبير فاضل خلف الثرى عصر اليوم، في مقبرة الصليبيخات، بعد أن وافته المنية عن 96 عاماً، لتنطفئ صفحة من صفحات القصة القصيرة، والدواوين الشعرية، والروايات، إذ كان منهلاً لا ينضب في مجالات الثقافة كافة، فهو أول مَنْ أصدر مجموعة قصصية في الكويت، وعنونها بـ «أحلام الشباب».
وقد اشتهر الأديب خلف بعلمه وأدبه ودماثة خلقه، وشغفه بالشعر والثقافة، حيث أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية، منها «على ضفاف مجردة»، و«الضباب والوجه اللبناني»، و«كاظمة وأخواتها»، وغيرها، بالإضافة إلى مجموعة من المؤلفات القصصية، على غرار «أصابع العروس» و«في الأدب والحياة»، والقائمة طويلة.
وفيما نقل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتكليف الدكتور محمد خالد الجسار تعازي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن بداح المطيري والعاملين في المجلس لأسرة الفقيد، نعى عدد من الأدباء رفيق دربهم الراحل بكلمات مؤثرة، ومُعبّرة عن حالة الحزن التي خيّمت على المشهد الثقافي الكويتي، حيث استذكر الأديب طالب الرفاعي مآثر ومناقب خلف، في حين لم يُخف أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين السابق صالح المريخي حزنه برحيل خلف، مشيراً إلى أن الراحل هو والد السفير محمد خلف، وشقيق كل من الأديب خالد، وعبدالله.
ولد الراحل في الثاني من أكتوبر العام 1927 في الكويت، وأثناء سفر والده في عمله حينما كان يعمل مأموراً للتليكس، جال في خاطره أن يفتح صندوقاً للوالد لم يفتحه من قبل قط، فإذا به يجد مجموعة من الكتب كان يجلبها من سفراته إلى البصرة وعبادان فبدأ بقراءتها فكانت هذه الشرارة التي أشعلت نور الأدب في وجدانه.
وكان من هذه الكتب ديوان الرصافي وكتب في التاريخ والجغرافيا، وعدد من المجلات كـ«الرسالة» و«الهلال»، فبدأ بكتابة الشعر إلا أن نصيحة من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي جعلته ينتقل لكتابة القصة لسهولة كتابتها مقارنة بالشعر لما يحتاجه من وزن وقافية وخلافه، وقد أبدع في كتابة القصة أيما إبداع وأصبح من روّادها، فهو أحد ثلاثة كانوا يكتبون القصة في ذلك الزمان.