أعلن الكرملين أن ما صرّح به كل من الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، وقبله المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، يؤكد أن «مينسك-2» كانت بالنسبة لهم مجرد ستار للسيناريو العسكري في دونباس.
وقال الناطق ديمتري بيسكوف، أمس، إن هذه التصريحات تؤكد أن تلك الاتفاقيات «لم تكن سوى واجهة للتمويه على نواياهم وإعداد أوكرانيا لحل مشكلة دونباس بالقوة، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن ما اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان القرار الصحيح عندما قرّر شن العملية العسكرية الخاصة، وذلك من أجل إنقاذ المواطنين الذين يعيشون في دونباس».
وكان بوروشينكو صرّح في وقت سابق بأن توقيع اتفاقيات مينسك منح أوكرانيا 8 أعزام «لبناء جيش واقتصاد وتحالف عالمي مناهض لبوتين ومؤيد لأوكرانيا».
وقالت ميركل، التي شغلت منصب المستشارة بين 2005 - 2021، إن «اتفاقية مينسك لعام 2014، كانت محاولة لمنح أوكرانيا الوقت لتصبح أقوى»، وهو ما اتفق فيه معها هولاند، الرئيس الفرنسي بين 2012 - 2017، الذي أكد أن «اتفاقيات مينسك أعطت نظام كييف الوقت ليصبح أقوى».
وقد شارك ثلاثتهما في قمة نورماندي التي ضمت كذلك بوتين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون قال أيضاً إن المفاوضات في شأن أوكرانيا لم تكن سوى «تقليد ديبلوماسي».
من ناحية ثانية، صرّح بوروشينكو، بأنه صدم من شعبية بوتين، بين نظرائه الغربيين خلال «اجتماع النورماندي» عام 2014.
وقال خلال فيلم وثائقي بعنوان «بوتين ضد الغرب»، بثته قناة «بي بي سي»، إن «اجتماع نورماندي عام 2014، كان أول لقاء بيني وبين بوتين، وفوجئت حينها بصفوف القادة الراغبين بمصافحته، فقد كانت أعدادهم أكبر بكثير ممن أرادوا مصافحة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما».
من جانبه، اعترف هولاند، في سياق الفيلم الوثائقي، بأنه كان يحاول استغلال المناسبات العامة، لتوثيق علاقاته مع بوتين.
وقال: «أحضر بوتين زجاجة فودكا في كيس حراري كبادرة حُسن نية، اعتقدت حينها أن هذه المبادرة جديرة بالثناء، حتى لو لم أشرب الفودكا، وقد أظهرت هذه المبادرة رغبته في فرض نفسه».
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست»، في وقت سابق، بأن صدى أفكار بوتين، باتت تتردد في أذهان قادة وسكان الدول الغربية بشكل كبير.
وأشارت إلى خطاب بوتين، في 30 سبتمبر 2022، الذي انتقد فيه الحريات الجنسية المبالغ بها في الغرب، والتي تصل إلى حد الشذوذ، تحت ستار الحريات الشخصية والديموقراطية، مشيرة إلى ضرورة إنهاء الهيمنة الغربية على العالم، ومؤكدة أن «روسيا لن تتراجع عن تحقيق أهدافها الجيوسياسية، وتشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، قائم على العدل والمساواة والاحترام المتبادل».