أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، على «علاقات الشراكة الاستراتيجية، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور في شأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة».
وقال الناطق الرئاسي بسام راضي في بيان، إن بلينكن أكد أنه «في إطار العلاقات الاستراتيجية، فإن واشنطن تعوّل على التنسيق الحثيث مع مصر بقيادة الرئيس السيسي، لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة واحتواء الوضع ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وبحسب البيان، قال السيسي إن «تطورات الأحداث الأخيرة، تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أيّ إجراءات أحادية من الطرفين»، مؤكداً «موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق مرجعيات دولية، وعلى نحو يحل القضية المحورية في المنطقة ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء».
ولفت البيان إلى أنه تم تبادل الرؤى ووجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتم التطرّق إلى قضية سد النهضة، وأكد السيسي «موقف مصر الثابت، من خلال ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد، بما يُحقق المصالح المشتركة ويحفظ الحقوق المائية والتنموية لكل الأطراف»، مشدداً على «أهمية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة».
وفي لقاء منفصل، ناقش بلينكن ونظيره المصري سامح شكري، «القضية الفلسطينية، وسُبل التوصل إلى حل عادل للقضية، بما يحفظ حقوق الجانب الفلسطيني».
وقال شكري في مؤتمر صحافي مشترك إن مصر تعمل مع الولايات المتحدة على إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، و«أكدنا أهمية منع أيّ نوع من التصعيد وإيجاد إطار سياسي وحل القضية على مبدأ حل الدولتين».
وتابع أن«المباحثات تطرقت لملف سد النهضة والعمل المشترك للحفاظ على حقوق كل الأطراف والتوصل لاتفاق على أساس قانوني».
كما تناول الوزيران، الوضع في كل ليبيا والسودان و«أهمية العمل المشترك لمواجهة كل التحديات والتغلّب عليها، ونسعى معاً لعمل اللجنة المشتركة لمناسبة مئوية العلاقات وهو ما يمثل أهمية كبيرة»، بحسب شكري.
من جانبه، قال بلينكن إن «واشنطن تُقدّر الدور الذي تلعبه مصر في استقرار الشرق الأوسط، ولدينا سعي مشترك لتعزيز العلاقات والتعاون، بما يعود بالنفع على الشعبين المصري والأميركي، وندعم جهود القاهرة في التوسع في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات، والهدف تحقيق نتائج ملموسة للناس وخلق الوظائف».
وأعرب عن تقدير بلاده للدور المصري في مجال تغير المناخ، مؤكداً دعم واشنطن للجهود من خلال شراكة خاصة بين الطرفين.
وأكد ضرورة التوصل إلى حل ديبلوماسي سريع لقضية سد النهضة، والتي «تُعد أمراً وجودياً للمصريين»، داعياً إلى ضرورة التوصل لحل يضمن مصالح كل الشعوب، سواء في مصر أو السودان أو اثيوبيا.
وشدّد على أن «مصر مستمرة في لعب دور إرساء السلام والاستقرار مهم جداً، بالإضافة إلى مشاركتها في مؤتمر النقب في مارس، بهدف للوصول لمنطقة اكثر أماناً واستقراراً»، مؤكداً أهمية التعاون في مجال الأمن الغذائي.
وأشاد بدور مصر الكبير في لعب وساطة لوقف التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أن المحادثات تطرقت إلى «سُبل وقف التصعيد في أقرب وقت».
وشدّد على أهمية إجراء الانتخابات الليبية خلال العام الجاري «على أساس دستوري».