أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عزم مصر والهند على «الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية والتنسيق المتبادل في مختلف القضايا والموضوعات محل اهتمام الطرفين».
وأشار السيسي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في نيودلهي، أمس، إلى أن «تكامل قدرات مصر والهند يمكنه أن ينشئ منظومة صلبة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة والأزمات الدولية المستجدة، بما في ذلك أزمتا الطاقة والغذاء».
ورحّب الرئيس المصري بـ«تعظيم التعاون مع الجانب الهندي، خصوصاً على المستوى العسكري والاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي، إلى جانب التعاون في قطاعات الأمن السيبراني والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنتاج الأدوية والأمصال».
كما توجّه السيسي، بالتهنئة للهند لمناسبة الاحتفال بـ«يوم الجمهورية» اليوم، معرباً عن التقدير للدعوة التي تلقاها من مودي للمشاركة فيها، «بما يعكس التقارب الكبير والتقدير المتبادل بين الدولتين الصديقتين، في ظل متانة العلاقات التاريخية الممتدة، واهتمام مصر المتبادل بتطوير العلاقات والارتقاء بها في المجالات كافة، واستمرار التنسيق والتشاور السياسي».
من جهته، قال مودي إن الهند ومصر «ستسعيان لتعزيز التعاون العسكري بينهما خصوصاً في مجال الصناعات الدفاعية»، معرباً عن التطلع لتعزيز الاستثمارات المتبادلة.
وأشاد بـ«الدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، فضلاً عن جهودها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح»، بينما أكد السيسي أن «انتشار الإرهاب والفكر المتطرف يُهدد كل دول العالم».
وأكد مودي تقدير بلاده الكبير للسيسي و«قيادته الحكيمة التي حافظت على الأمن والاستقرار في مصر، عقب ما شهدته المنطقة من أحداث فوضى وعنف خلال ما عُرف بثورات الربيع العربي، والنهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها حالياً، وهو ما يجعل الهند قيادة وشعباً تتشرف بزيارة ضيف شرف رفيع المستوى في احتفالية قيام الجمهورية الهندية، لتضفي تلك المشاركة طابعاً خاصاً».
وكتب مودي، في صفحته على «تويتر»، «نرحب بالرئيس السيسي ترحيباً حاراً في الهند، زيارتك التاريخية لنا كضيف رئيسي لاحتفالاتنا بيوم الجمهورية هي مسألة سعادة هائلة لكل الهنود».
وردّ السيسي في صفحاته على منصات التواصل: «سعيد جداً وفخور بزيارة الهند الصديقة والمشاركة في الاحتفالات بيوم الجمهورية كضيف رئيسي، الأمر الذي يجعلنا أكثر تصميماً على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المتميز بيننا، وأتطلع إلى اجتماعات ومناقشات مثمرة مع صديقي العزيز مودي».
وأفاد الناطق باسم الرئاسة بسام راضي، بأن السيسي تناول مع رئيسة الهند دروبادي مورمو، «الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً العلاقات الثنائية»، كما التقى وزير خارجية الهند سوبرامنيام جايشانكر، الذي رأى أن الزيارة «ستساهم في دعم مسيرة العلاقات على نحو بنّاء وإيجابي».
وأكد أن الهند ومصر «ستسعيان لتعزيز التعاون العسكري بينهما خصوصاً في مجال الصناعات الدفاعية».
وخلال زيارته للهند، قام السيسي بزيارة ضريح المهاتما غاندي، ووضع إكليلاً من الزهور.
وسجّل كلمة في دفتر كبار الزوار، دوّن فيها «يسعدني أن أعبّر عن خالص الاعتزاز بزيارة ضريح الزعيم الهندي الراحل، المهاتما غاندي، الذي شكّل علامة فارقة في التاريخ الإنساني، بتجسيده لمبادئ وقيم العدالة والسلام والمُساواة ونبذ العنف، ومواقفه الوطنية الشجاعة وانحيازه غير المشروط لخيار المقاومة السلمية، والعالم أجمع يحتاج لأن يستلهم هذه المبادئ السامية، ومصر والهند تجمعهما روابط حضارية وتاريخية مشتركة، وتتشابهان في التزامهما الراسخ بنشر الأمن والسلام والاستقرار».