أقيمت لبابا الفاتيكان السابق بنديكت، مراسم عزاء بابوية في الخامس من الشهر الجاري. والذي كان استقال من منصبه البابوي في 2013 ليخلفه البابا الحالي فرانسيس. تأتي استقالة بنديكت بعد 600 عام من استقالة بابا الفاتيكان غريغوري الثاني عشر رغم أن مهمة البابا تتطلّب الاستمرار في المنصب حتى الوفاة.
بنديكت اضطر للاستقالة لأسباب تتعلّق بالكشف عن جرائم الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها القساوسة والكاردينالات في حق أطفال المدارس الدينية الكاثوليكية، حيث وصلت دعاوى أولياء ضحايا الاعتداءات إلى المحاكم من أجل محاسبة المعتدين الذين كانوا يتمتعون بالتغطية على جرائمهم من قبل البابا بنديكت وفق ما يعرف بقانون «السر البابوي»، بل إن بعضهم طالب محاكمته في محكمة العدل الدولية.
عرف عن البابا بنديكت بمواقفه المتشددة من الإسلام، حيث اعتبر القرآن كتاباً يحث المسلمين على العنف والإرهاب، على عكس البابا فرانسيس الحالي الذي يرفض الربط بين الإسلام والإرهاب.
لم تجد محاولة بنديكت التهرّب من الفضائح الجنسيّة داخل مؤسسته الكنسيّة بربطه أسبابها بالثورة الجنسيّة التي عمّت القارة الأوروبية في الستينات، فالكثيرون من أتباع الكنيسة الكاثوليكية غير مقتنعين بتبريراته لأن رجال الكنيسة هم قدوة للآخرين وليسوا تبعاً لهم.
بعد وفاة بنديكت في 31 من ديسمبر الماضي، توفي في الحادي عشر من الشهر الجاري الكاردينال الأسترالي جورج بيل، وهو يمثل أعلى رتبة كنسية كاثوليكية في أستراليا، ويعد الذراع اليمنى للبابا فرانسيس الحالي قبل اتهامه بالاعتداء الجنسي على أطفال والحكم عليه بالسجن ست سنوات، قضى منها سنة واحدة، لكنه استعاد حريته بعدما برأته المحكمة العليا الأسترالية من تلك التهم في 2020.
كان حكم المحكمة بتبرئته صادماً ومجحفاً لأقارب الضحايا في حق أطفالهم، إذ لم يعتدّوا بالحكم بعد ثبوت جريمته وتورّطه بالتغطية على جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال منذ عام 1973، ما أدى إلى انقسام حاد في المجتمع الأسترالي.
وفيما يحاول الإعلام الغربي تجنّب التركيز على فضائح الاعتداءات الجنسية لصون مكانة رجال الدين الكاثوليكي، يطالعنا الإعلام العربي بمحاولات البعض النيل من بعض شيوخ الدين المعروفين بسمو أخلاقهم ومكانتهم العلمية، وبدروسهم الدينية، كالشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، واتهامه بأنه شيخ متطرّف ويحمل أفكاراً داعشيّة! ومع سذاجة التهمة إلا أنها في واقع الأمر جريمة تشويه نكراء تستوجب دعوى قضائية تكبح التطاول على الشيخ الشعراوي، رحمه الله.