في لحظة انتظرها الراقصون على مدى السنتين الماضيتين، عاد موسم الحفلات الراقصة بقوة إلى فيينا، مع استعراضات راقية على أنغام مقطوعة «الدانوب الأزرق» الشهيرة ليوهان شتراوس، بعد استراحة قسرية فرضتها جائحة كوفيد - 19.
تبدو ديزي وواهيوني بفستانيهما الأنيقين، متحمستين للغاية عند وصولهما إلى «حفلة الأزهار» مساء الجمعة، إحدى أشهر الحفلات الراقصة الـ450 التي تضج بها أمسيات العاصمة النمسوية سنوياً.
وتقول هاتان الإندونيسيتان المقيمتان في النمسا واللتان طلبتا عدم ذكر كنيتيهما، «نحن نعشق المجيء إلى هنا». تبدي المرأتان البالغتان 46 عاماً و50 على التوالي، إعجابهما بمهرجان الألوان في مثل هذه الحفلات.
وفي مبنى البلدية الضخم المشيد على النسق الهندسي القوطي الجديد، يتدافع 2400 مدعو للمشاركة في هذه الحفلة وسط ديكور مبهر مؤلف من... ألف زهرة.
ويقول المدير الفني للحفلة الراقصة بيتر هوسيك رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن «الجوّ مميز»، إذ يشكّل الحدث لمحة عن «الربيع» في عز الشتاء.
يعود هذا التقليد إلى القرن الثامن عشر حين لم تعد الحفلات الراقصة في البلاط الملكي لعائلة هابسبورغ تقتصر على أفراد الطبقة الأرستقراطية. وقد استعاد سكان فيينا حينها العادات والسلوكيات المرتبطة بهذه الاحتفالات الراقية.
وتقام في هذا الموسم حفلات راقصة مخصصة لأصحاب مهن أو هوايات كثيرة كالصيادين ومديري المقاهي، لكن أيضاً لكل حي، من الأكثر غرابة إلى الأفخم، أي حفلة الأوبرا الراقصة المرتقبة في 16 فبراير.