واشنطن - أ ف ب - ستمثل قضية الوثائق السرية التي عثر عليها في منزل جو بايدن على ما يبدو عقبة في طريق الرئيس الأميركي الذي يفكّر في التّرشح لولاية ثانية في العام 2024.
وقال أستاذ السياسة في الجامعة الأميركية ألن ليختمان «سيؤثر ذلك سلباً. لكن السؤال هو إلى أي مدى»؟
لم يؤكد بايدن بعد أنه سيترشّح لأربع سنوات أخرى في 2024، لكن يتوقّع أن يعلن قراره في غضون أسابيع، فيما سيكون خطاب حال الاتحاد السنوي في السابع من فبراير، فرصة لتقديم برنامجه أمام جمهور تلفزيوني ضخم والكونغرس.
وبالتالي، فإن فضيحة الوثائق أو حتى الجدل حول ما إذا كانت فضيحة فعلاً، أمر غير مرحب به.
وضغط الصحافيون خلال إحاطة للبيت الأبيض، الجمعة، على الناطقة باسمه كارين جان بيار للحصول على إجابات حول الطريقة التي تعامل بها فريق بايدن مع كشف العثور على الوثائق.
فقد عثر على وثائق سرية في مكتب استخدمه بايدن بعدما أنهى خدمته كنائب للرئيس السابق باراك أوباما في العام 2017 وفي منزله في ديلاوير. وتكثر الأسئلة حول توقيت اكتشاف الوثائق ومحتوياتها، بينما أحالت جان بيار الصحافيين على وزارة العدل.
حتى الآن، لا يوجد مؤشر على ارتكاب مخالفات جنائية. ويشير البيت الأبيض إلى أن عدم إعادة هذه الوثائق بعد مغادرة بايدن إدارة أوباما كان عن قلة انتباه.
وتابعت جان بيار «أكرّر أننا نأخذ هذا الأمر على محمل الجد. الرئيس يأخذ المعلومات السرية والوثائق السرية على محمل الجد».
ويتعاون فريق بايدن مع المحققين وسرعان ما عيّن وزير العدل ميريك غارلاند مدّعياً عاماً خاصا لرئاسة التحقيق في ما حدث.
ويقول المدافعون عن بايدن إن ما حدث بعيد كل البعد عن تصرفات الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يخضع للتحقيق بسبب طريقة تعامله مع وثائق سرية.
فقد أخذ ترامب مئات الملفات السرية من البيت الأبيض إلى منزله في فلوريدا، والأسوأ من ذلك أنه قاوم محاولات المسؤولين لاستعادة الوثائق حتى وقّع قاضٍ أمر تفتيش لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي).
- نقاط إيجابية
رغم الفرق الشاسع بين الواقعتين، لا مفر من حقيقة أن هذا الوضع المعقد سيؤثر سلباً على بايدن.
وأوضح ليختمان «الأمر سيُنسى إلى حد كبير إذا قرر المدّعي العام الخاص أنه نجم عن قلة انتباه فقط وليس مخالفة جنائية».
ومع ذلك، سيبقى الجمهوريون متمسّكين بهذه الواقعة كدليل على أن «بايدن غير مؤهل ولا يصلح لولاية ثانية».
وجاء الإعلان عن ذلك بينما كان بايدن في وضع جيد في منتصف ولايته الأولى.
فقد تراجع التضخم، كبرى نقاط ضعفه السياسية، من أعلى مستوياته عند 9.1 في المئة في يونيو إلى 6.5 في المئة في ديسمبر.
أما الاقتصاد، مفتاح أي حملة سياسية، فهو قوي عموماً، وإذا حدث تباطؤ، فهناك مؤشرات على أنه سيكون ما يسمى هبوطاً سلساً، بدلاً من ركود مؤلم.
كما زار بايدن الحدود المكسيكية، الأحد، للمرة الأولى منذ توليه منصبه. وعلى مدى عامين، يواجه هجمات على قناة «فوكس نيوز» التي ترى أنه رئيس لا يكلف نفسه عناء الذهاب إلى رؤية حدود تكافح الهجرة غير الشرعية.
وحتى استطلاعات الرأي تبدو أفضل.
ووفق إحصاء أجراه موقع «فايف-ثيرتي-إيتكوم» حصل بايدن على نسبة تأييد بلغت 43.9 في المئة مقابل رفض 51 في المئة، لكن الأمور تجري في اتجاه صحيح بالنسبة للرئيس الديموقراطي.
فقبل ذلك، في يوليو، كانت نسبة المؤيدين له تبلغ 37.5 في المئة.
الانسحاب من أفغانستان
في سياق ثانٍ، بدأ المعسكر الجمهوري صاحب الأكثرية في مجلس النواب، تحقيقاً برلمانياً، الجمعة، في الانسحاب الفوضوي للقوات من أفغانستان في عام 2021 والذي قتل خلاله 13 جندياً أميركياً جراء هجوم.
وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية مايكل ماكول أنه طلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن سلسلة وثائق خصوصاً مذكرات استخبارية أو تبادلات مع طالبان.
وقال ماكول «من السخيف والفاضح أن ترفض إدارة بايدن مراراً طلباتنا للتدقيق وأن تواصل حجب المعلومات حول الانسحاب».
وحذر من أنه في حال الرفض لن تتردد اللجنة في الانتقال إلى «عملية ملزمة».
وسحب بايدن في أغسطس 2021 قواته من أفغانستان لينهي أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة. لكن الفوضى التي رافقت عمليات الانسحاب تلك وكذلك عودة طالبان إلى السلطة وضعتا الرئيس الديموقراطي في مواجهة انتقادات شديدة.
وقتل 13 جندياً أميركياً في 26 أغسطس 2021 في هجوم بقنبلة خارج مطار كابول خلف 173 قتيلاً بالإجمال.
وتفاوض ترامب على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أثناء وجوده في البيت الأبيض، لكن الحزب الجمهوري لطالما انتقد الطريقة التي نفذ بها سلفه بايدن العملية.
ولم ترد وزارة الخارجية الجمعة على طلب للتعليق، لكن وسائل إعلام نقلت عنها أنها قدمت أكثر من 150 إحاطة لأعضاء الكونغرس منذ الانسحاب في أغسطس 2021.