تتمتع الكثير من الحيوانات البرية، ومنها الذئاب، بحماية كبيرة في ظل قوانين الاتحاد الأوروبي. ولكن مع زيادة أعداد الذئاب بشكل كبير وتشكيلها خطرا على المواشي والدواجن، يحتج كثير من الفلاحين على هذه الحماية، مطالبين بتخليصهم من خطر الذئاب.
ويضغط حاليا العديد من السياسيين والبرلمانيين في الاتحاد الأوروبي باتجاه تخفيف هذه القوانين، والسماح بملاحقة الذئاب. ولعل أبرز هذه التحركات كانت الخطاب الذي وجهه أعضاء أكبر كتلة في البرلمان الأوروبي (حزب الشعب) إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، مطالبين إياها بضرورة التحرك، وعبروا عن «أسفهم لتجاهل صوت البرلمان».
يشار إلى أن فون دير لاين نفسها عاشت الموقف. فقد تعرض مهر ثمين تملكه لهجوم من ذئاب. وعاد أخيراً النقاش حول هذه الحادثة التي وقعت في بداية سبتمبر 2022، في منزل فون دير لاين الواقع في منطقة ريفية في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية. وقالت فون دير لاين عن ذلك إن عائلتها كانت «حزينة جدا».
في غضون ذلك، انطلقت في السويد أكبر عملية صيد للذئاب منذ إعادة الصيد المرخص في العام 2010. ووفقا لمحطة التلفزيون السويدية (إس في تي)، فإن الحملة قد تسفر هذا العام عن قتل 75 حيوانا.
وقال غونار غلورسن، من الجمعية السويدية للصيد للمحطة التلفزيونية: إن «الصيد ضروري للغاية لإبطاء الزيادة المطردة في أعداد الذئاب».
وأضاف غلورسن: «إن عدد الذئاب هو الأكبر لدينا في العصر الحديث».
وتشير أرقام (إس في تي) إلى أنه تم قتل ما مجموعه 203 ذئاب في عمليات صيد رسمية منذ العام 2010. وحاول نشطاء حقوق الحيوان تعطيل عملية الصيد أمس الاثنين، حسبما أفادت المحطة التلفزيونية.
يشار إلى أن هناك ما يقدر بنحو 460 ذئبا تعيش في البرية في السويد.
وأمام هذه التحركات لتخفيف الأنظمة القانونية التي تحمي الذئاب، تخشى جمعيات حماية البيئة وحقوق الحيوان من أن يؤدي فتح النقاش حول الذئاب إلى امتداد ذلك إلى أنواع أخرى من الحيوانات، كما تقول كريستينه بندر، مسؤولة حماية الأنواع في الاتحاد الألماني لحماية البيئة والطبيعة، وفق صحيفة «راينيشه بوست».
وتضيف بندر أنها لذلك لا تتوقع أن المفوضية الأوروبية تريد فتح هذا الباب.