وسط أجواء تعكس روح المحبة والتسامح والتعايش، الذي تتمتع به الكويت، أحيت كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس، قداس عيد الميلاد المجيد مساء أول من أمس، في حين استقبلت جموع المهنئين بالميلاد صباح أمس.
الكنيسة شريك أساسي
وفي كلمة له في الاحتفال، قال السفير المصري لدى الكويت أسامة شلتوت «يطيب لي بهذه المناسبة، أن أعبر عن اعتزازنا بأبناء الجالية المصرية على أرض الكويت، لدورهم المتميز في تحقيق التنمية في مختلف المجالات، وكذا نشيد بالحس الوطني العالي الذي يتمتعون به وارتباطهم بقضايا وهموم الوطن»، مشيداً في الوقت ذاته بـ «الدور المهم الذي تلعبه الكنيسة المصرية في الكويت، باعتبارها شريكاً أساسياً في كل جهد يُبذل من أجل مصلحة الوطن ورفعة شأنه».
وأضاف شلتوت «أنه لمن دواعي سروري أن نلتقي بهذه المناسبة المباركة، التي نستقي منها مشاعر المحبة والسلام، والقيم التي نادى بها السيد المسيح، ونستحضر خلالها الدور الوطني المُشرف للكنيسة المصرية، على مدار تاريخها وسجلها المضيء، الذي يعكس وحدة النسيج الوطني».
وبيّن أن «العالم أجمع يواجه اليوم تداعيات الحروب والتوترات السياسية، إلا أننا على ثقة في قدرة وطننا على تجاوز التحديات بسواعد أبنائه المخلصين، متحلين بالإرادة والأمل في مستقبل زاهر لمصرنا الغالية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «الحكومة المصرية اتخذت إجراءات مهمة لتعزيز قوة الاقتصاد ودعم دور القطاع الخاص في مواجهة الأزمات العالمية، كما حرصت على تحقيق التوازن بين عمليات الإصلاح والتنمية والعدالة الاجتماعية، لدعم قدرة الدولة والمجتمع على التكيف مع المتغيرات المختلفة، خصوصاً في الفترة الراهنة وما صاحبها من أزمات عالمية وتداعياتها السلبية».
وتوجه شلتوت بالشكر لـ «دولة الكويت الشقيقة، ولصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وحكومة الكويت وشعبها الأصيل، لما يقدمونه من اهتمام ورعاية دائمين لأبناء الجالية المصرية، بما يعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وحكومتي البلدين».
السلام والتنمية
وفي كلمته خلال قداس العيد، أعرب راعي كاتدرائية مار مرقس للأقباط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي، عن تمنياته للكويت بالرخاء والازدهار ولقادتها وحكومتها وشعبها الطيب بالخير والسلام، لافتاً إلى أن «الكويت دولة تحمل رسائل السلام ودعوات الخير والمودة».
وقدم القمص بيجول الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على مشاعره الطيبة وكلمته المهنئة للمسيحيين بالخارج، مثمناً جهوده في تحقيق نهضة متجددة تصنع مستقبلاً جديداً وانطلاقة واعدة لمصر وشعبها.
وأعرب عن شكره لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، الذي وصفه بأنه رجل المحبة والعطاء والنهضة، ولسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الذي وصفه بأنه حامل مشعل الأمن والتنمية، متمنياً لسموهما، الخير والصحة والتوفيق والسداد في قيادة مسيرة الكويت الحضارية، وللحكومة الكويتية التوفيق والنجاح.
وأضاف «يجب علينا أن نشكر الله على إحساناته، وعلى عام مضى وأعوام مضت، كما ينبغي علينا أن نشكره على كل ما نمر به في الحياة، حتى حينما نمر بضيقات، وأن نتحلى دوماً بروح الرضا ونتسلح بالثقة المطلقة في الله، الذي يدبر كل شؤون حياتنا»، معرباً عن أمله في أن «يكون العام المقبل سعيداً، وأن يتعافى العالم كله من الآثار التي يخلفها انتشار الوباء والحروب والتغير المناخي، وندعو الجميع للعمل من أجل السلام وتنمية البشرية».
القمص لا يجلس
كعادته السنوية خلال استقبال المهنئين بعيد الميلاد المجيد، أصر القمص بيجول الأنبا بيشوي، على اصطحاب المهنئين ووداعهم حتى بوابة الكنيسة الخارجية، الأمر الذي جعله لا يكاد يجلس على مدار الخمس ساعات التي استقبلت فيها الكنيسة المهنئين.
تحية لرجالات الداخلية
حيا القمص بيجول الأنبا بيشوي رجالات الداخلية، بقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، معبراً عن امتنانه لجهد الجميع في تأمين الاحتفالات.