تأثرت الأيقونات في العالم المسيحي الغربي والشرقي والأفريقي... أخذت الحضارات من بعضها حتى تشابهت مع الجداريات الفرعونية... صورة حنان الأم مع ابنها لا تتشابه رغم تفوق اللوحات الفنية في عصور الحضارة.
إنّ لوحة حنان الأم لا تتشابه... لقد دخلت الكنائس والكاتدرائيات، وهي كنيسة الكرسي الأسقفي، فيها تُلقى المحاضرات وتدرّس العلوم. والكاثوليك، بالتاء والثاء، اسم شامل للمسيحيين التابعين لبابا روما.
ويقول الكاتب زكي مبارك، إن تمازج العقائد في الديانات القديمة أمر طبيعي...
المرأة المحتضنة لطفلها، وأخرى ترضعه، ليست السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، بل هي، بحسب مبارك، صورة «إيزيس» وهي ترضّع ابنها «حوريس».
إذا عرفنا أن عبادة «إيزيس» ليست فرعونية فقط، بل كانت هي عقيدة اليونان والالمان والطليان والاسبان والفرنسيين والإنكليز، مدة خمسة قرون.
لو علمنا ذلك لأدركنا أن صورة العذراء، عليها السلام، وهي تحتضن المسيح، عليه السلام، ليست إلا صورة «إيزيس»، وهي ترضّع «حوريس».
إذاً الحضارة المصرية القديمة هي التي أبدعت صورة الأمومة لـ «إيزيس»، وهي ترضّع ابنها.
لقد انتشرت على أنها هي صورة العذراء وعيسى المسيح.
ان تعدد الآلهة وجد في تاريخ الإنسانية...
مصر في عهدها المسيحي، هي أول أمة أرّخت بمصارع الشهداء، فكما هداها الله للإسلام، كانت الحافظة الواعية للأمجاد العربية والإسلام... مصر هي التي حمت العروبة والإسلام.
وكتب الدكتور مبارك في خاتمة بحثه، ان صورة «إيزيس» وهي ترضّع «حوريس»، هي التي أوحت لصورة العذراء، وهي تحتضن سيدنا المسيح.
هكذا منحت مصر الشرق والغرب، فكرة التوحيد الإلهي، وصارت للإسلام عوناً وسنداً.