لوسيل... معقل الـ «تانغو»

12 ديسمبر 2022 11:00 م

كأن استاد لوسيل بات ملحقاً للملعبين الأسطوريين «لا بومبونيرا» و«مونومونتال» في بوينوس أيرس، بحيث تحول الى معقل للأرجنتين في مونديال قطر بعدما استضاف ليونيل وميسي ورفاقه لثلاث مباريات، وسيكون معهم على الموعد مجدداً اليوم، لاحتضان 40 ألفاً من مشجعيهم في نصف النهائي ضد كرواتيا.

ومنذ بداية نهائيات النسخة الثانية والعشرين، كان الجمهور الأرجنتيني العلامة الفارقة في الدوحة، إذ إنه وبحسب تقديرات السفارة الأرجنتينية في قطر، خطط بين 35 و40 ألف أرجنتينياً لحضور كأس العالم ومساندة المنتخب في مسعاه لإحراز اللقب الأول منذ 1986 والثالث في تاريخه، ما جعل جمهور «ألبيسيليستي» الأكبر في العاصمة القطرية الى جانب مشجعي المكسيك والسعودية والآن المغرب.

ولا تنحصر مساندة فريق المدرب لويس سكالوني بالأرجنتينيين وحسب، بل يتهافت أيضاً للوقوف خلفه الآلاف من الهنود والبنغلاديشيين العاملين في قطر ومشجعين من المنطقة.

تغذى ميسي ورفاقه طوال البطولة من الحماس القادم من المدرجات، واستفادوا من ميزة الشعور كأنهم يلعبون على أرضهم تقريباً، ووحده المنتخب المغربي يتفوّق عليهم من ناحية الدعم الجماهيري في العاصمة القطرية من بين المنتخبات الأربعة المتواجدة في نصف النهائي.

وفي نهاية كل من المباريات التي فازوا بها، بقي لاعبو الأرجنتين على أرضية الملعب للاحتفال مع الجمهور، وغالباً ما كانوا يرددون أنهم كانوا يلعبون من أجل «45 مليوناً».

وفي الأرجنتين، نقلت وسائل الإعلام المحلية الكثير من القصص لمشجعين ادَّخروا لمدة 4 أعوام من أجل تحمل تكاليف الرحلة الى قطر، وقاموا بتغيير الـ «بيسو» إلى دولار حتى لا يفقدوا قيمة ما ادَّخروه لأن التضخم يلتهم القوة الشرائية للمواطن.

هذا الشغف وهذا الرابط الذي يوحد الشعب الأرجنتيني، تعكسهما أغنيتان تضج بهما مدرجات الملاعب في قطر بعنواني «فاموس أرخنتينا» و «موتشاتشوس» التي تعتبر من الأناشيد غير الرسمية للمنتخب والتي تستجلب، بالإضافة الى ميسي، ذكريات مارادونا ووالديه دون دييغو ودونا توتا، لكن أيضاً ذكريات جزر فوكلاند المتنازع على سيادتها بين بريطانيا والأرجنتين والتي شهدت حرباً عام 1982 خلفت 649 قتيلاً أرجنتينياً و255 بريطانياً.