في العام 2002 قاد «الظاهرة» رونالدو، العائد من إصابة أبعدته عن الملاعب لعامين، المنتخب البرازيلي إلى التتويج بالنجمة الخامسة في كأس العالم، بعد نجاحه في تسجيل 8 أهداف من بينها هدفيه الحاسمين في النهائي أمام ألمانيا.
ومنذ ذلك الوقت، فشل الـ «سيليساو» في الوصول إلى النجمة السادسة، وتوقّفت مسيرته أمام المنتخبات الأوروبية في نسخات 2006 و2010 و2014 و2018 و2022، وهي فرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وكرواتيا، لتصبح القارة العجوز بمثابة العائق بين البرازيل والحلم.
وفي مونديال قطر، كان الجمع يترقّب كسر المنتخب البرازيلي للنحس الذي يرافقه، إلّا أن نظيره الكرواتي كان له بالمرصاد في اللحظات الأخيرة، ووقف عائقاً جديداً أمام جيل نيمار، وتأجيل الحلم لـ 4 سنوات أخرى، حتى 2026 على الأقل حين ينظّم المونديال في كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
وانتهى الحلم وبدا نيمار وراقصو الـ «سامبا» ريشاليسون وكاسيميرو وأنتوني وفينيسيوس جونيور ورودريغو وغيرهم، عاجزين عن السير على خطى أسلافهم الكبار بعد السقوط على يد كرواتيا بركلات الترجيح، خلال مباراة تبخّرت فيها فرحة نيمار بمعادلة رقم «الأسطورة» بيليه من حيث عدد الأهداف بألوان الـ «سيليساو»، لتتكرّر بذلك فترة عجاف اختبرها المنتخب بين لقبه الثالث عام 1970 بقيادة بيليه، والرابع عام 1994 بقيادة روماريو.
وأتت كارثة الخروج بعدما اعتقد فريق المدرب تيتي أن كل الفرص قائمة هذه المرّة لمنح بلاده لقب طال غيابه بعد حملة تصفيات مثالية وتألق معظم نجومه، بعدما كانوا على السكة الصحيحة ونفضوا عنهم غبار الهزيمة التاريخية أمام ألمانيا 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014، من خلال التتويج بـ «كوبا أميركا» عام 2019، وإنهاء تصفيات أميركا الجنوبية من دون هزيمة.
وبالسقوط في الدور ربع النهائي، لم يكن أداء نيمار ورفاقه أفضل مما كان عليه الوضع أعوام 2006 و2010 و2018، فيما كانت أفضل نتيجة منذ تتويج 2002 الوصول الى نصف النهائي عام 2014 على أرض الـ «سيليساو».
وبفضل مجموعة المواهب التي لا تنضب، سيتمكن الـ «سيليساو» من إعادة اكتشاف نفسه بغض النظر عن مدربه المستقبلي، لكن الضغط من أجل الفوز باللقب السادس سيبقى قائماً وثقلاً هائلاً حتى يتحقّق الحلم.
حسرة الصحف
«نهاية الحلم»، «البرازيل تبكي»، «خطأ قاتل»، هكذا عنونت وسائل الإعلام الرئيسية في البرازيل على صفحاتها الأولى، تعليقاً على إقصاء الـ «سيليساو».
وتحسّر موقع «غلوبو إي سبورتي» على «نهاية حلم السداسية»، في إشارة إلى اللقب السادس، واستذكر أنه «منذ فوزه بكأسه الخامسة في 2002، أُقصي السيليساو في كل مرة واجه فيها منتخباً أوروبياً».
من جهته، كتب باولو فينيسيوس كويلو عبر «غلوبو إي سبورتي»: «خطأ قاتل للبرازيل: كيف تلقينا هدفاً من هجمة مرتدة، فيما كنا منتصرين قبل خمس دقائق من نهاية التمديد؟».
ووضع موقع «يو أو أل» للمعلومات صورة نيمار على صفحته الأولى وهو غارق بدموعه وعنون «البرازيل تبكي»، بينما كتب موقع «آر 7» البرازيلي أن «هذه المرّة، نيمار كان الأقل ذنباً حيال كل شيء. الأخطاء الحاسمة ارتكبها تيتي».
أما صحيفة «إستادو دي سان باولو»، فوجّهت أصابع الاتهام إلى «أخطاء تيتي السبعة»، متهمة إياه بأنه «لم يغيّر شيئاً فعليّاً» منذ الإقصاء أمام بلجيكا في مونديال روسيا 2018، وتساءلت «لماذا لم يُسدّد نيمار وهو أفضل مُسدّد لركلات الجزاء الركلة الأولى للمنتخب؟».