رأى نجم كرة القدم الجزائرية السابق رابح ماجر، أن مونديال قطر يعتبر من الأبرز فنياً من بين النسخات الأخيرة من كأس العالم، لافتاً إلى أن المفاجآت، التي شهدها الدور الأول أكدت تغيّر المعادلات في عالم كرة القدم.
وقال ماجر في حديث لـ «الراي» إن المنتخبين الفرنسي والأرجنتيني هما الأقرب للقب، في ظل الانسجام الكبير في صفوفهما، ولتواجد النجمين كيليان مبابي وليونيل ميسي مع «الديوك» والـ «تانغو» توالياً، اللذين يشكّلان نقطة قوّة تعزّز تفوّقهما على بقية المنافسين في المونديال.
وتابع النجم الجزائري، الذي سجّل الهدف الأول في الفوز التاريخي للجزائر على ألمانيا «الغربية» السابقة 2-1 في مونديال 1982 في إسبانيا، أن المنتخب الإنكليزي فاجأه بجمالية الأداء الذي يقدّمه، والذي سمح له بالتأهل إلى دور ربع النهائي، لافتاً إلى أنه يتميّز بوجود خط وسط مثالي بقيادة بوكايو ساكا وجود بيلينغهام، ومهاجمين قناصين من أمثال هاري كاين وماركوس راشفورد وفيل فودن، مؤكداً أن هذا الجيل يملك القدرة على تحقيق الإنجاز الأبرز لمنتخب «الأسود الثلاثة» وتكرار إنجاز 1966 عندما توّج بطلاً للعالم على أرضه.
وأكد أن الـ «سيليساو» البرازيلي، على الرغم من استعراضه وفوزه بنتيجة كبيرة في ثُمن النهائي على كوريا الجنوبية (4-1)، إلّا أنه لم يواجه اختباراً جدياً حتى الآن، لافتاً إلى أنه يبقى بطبيعة الحال من كبار المرشّحين للقب في حال تمكن من معالجة المشاكل الدفاعية التي يعاني منها، والتي تظهر في حال تراجع الضغط الذي يقوم به لاعبو الوسط والمهاجمون المميزون في تشكيلة راقصي الـ «سامبا».
وذكر ماجر أن المنتخب الهولندي ورغم الإداء المميز الذي يسجل نتائج إيجابية، إلا أنه ما عاد ذاك المنتخب المرعب كما كان سابقاً على أيام ماركو فان باستن ورود خوليت ورود فان نستلروي وآريين روبن وغيره، رغم وجود عدد من أصحاب المواهب في صفوفه أمثال فرينكي دي يونغ وممفيس ديباي وغيرهما.
ورأى ماجر أن المنتخب الأرجنتيني وبعد بدايته السيئة، عاد إلى السكة الصحيحة، وأظهر قدرته على التحكم بالمباريات التي يكون طرفاً فيها، لافتاً إلى أن وجود ميسي في صفوفه يعطيه الأفضلية، في ظل القدرات والمهارات الفردية التي يتمتع بها أفضل لاعب في العالم 7 مرات، ومساعدته لزملائه في الوصول إلى المرمى بسهولة.
المظلوم الأكبر
واعتبر ماجر أن منتخب الأوروغواي هو المظلوم الأكبر في دور المجموعات، وكان يستحق التأهل بدلاً من نظيره الكوري الجنوبي إلى الدور الثاني، منتقداً قرار الحكم في اللحظات الأخيرة من لقائه ضد غانا، والذي حرم عشاق الكرة من قمّة أميركية جنوبية في مرحلة مبكرة من المونديال.
اكتشافات المونديال
واعتبر ماجر أن مبابي أثبت مجدّداً أنه الاكتشاف الأبرز في مونديال قطر بعد تألقه في النسخة الماضية في روسيا، في ظل قدرته التهديفية الكبيرة، لافتاً إلى أن هذه النسخة شهدت بروز عدد من اللاعبين، ومن بينهم الهولندي كودي جاكبو، الفرنسي ثيو هرنانديز، وساكا وبيلينغهام، فضلاً عن تألق عدد من الحراس الذين سترتفع قيمتهم السوقية بعد نهاية الحدث وعلى رأسهم الهولندي أندرياس نوبيرت.
تطوّر عربي
وكشف ماجر أن المنتخبات العربية قدّمت أكثر من المطلوب منها، وأن المنتخب القطري تأثر بفارق المستويات عن منافسيه، في حين أظهر المنتخبان السعودي والتونسي، قدرتهما على الذهاب بعيداً في منافسة كبار اللاعبين في عالم المستديرة، مشيداً بالفوز التاريخي
لـ «الأخضر» على الـ «تانغو»، وكذلك الذي حقّقه «نسور قرطاج» على أبطال العالم رغم خروجهما من الدور الأول، مشدّداً على أن تلافي بعض الأخطاء البسيطة كان يمكن أن يؤهل المنتخبان العربيان إلى الدور الثاني.
وأوضح أن المنتخب المغربي هو مفاجأة كأس العالم، في ظل الأداء العالي الذي قدمه منذ بداية المشوار، وتألق جميع لاعبيه، والتكامل في الأداء بين الخطوط كافة.