واشنطن ترحّب بإعلان أن زعيماً آخر للتنظيم "لم يعد يمشي على وجه الأرض»

«داعش» يعلن مقتل زعيمه أبي الحسن ويعيّن أبي الحسين خليفة له

30 نوفمبر 2022 11:00 م

- هل فضلّ التنظيم الاعلان عن مقتل زعيمه عوضاً عن الاعتراف باعتقاله في تركيا؟

أعلن تنظيم «داعش»، مساء أمس، مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي من دون أن يحدد مكان أو تاريخ أو ظروف مقتله.

وقال الناطق أبوعمر المهاجر، في تسجيل صوتي نشرته حسابات جهادية، إن القرشي «قتل (...) وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم فقتل منهم ما شاء الله أن يقتل ثم قتل كما يقتل الرجال في سوح الوغى والنزال».

وأعلن تعيين الشيخ أبي الحسين الحسيني القرشي «خليفة للمسلمين» ليكون رابع زعيم للتنظيم.

ولم يقدم الناطق أي تفاصيل حول الزعيم الجديد، لكنه وصفه بأنه من «قدامى المجاهدين»، داعياً عناصر التنظيم المتطرف إلى مبايعته.

وفي واشنطن، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي عندما سئل عن أنباء وفاة زعيم التنظيم «نرحب بإعلان أن زعيماً آخر لتنظيم الدولة الإسلامية لم يعد يمشي على وجه الأرض».

ومني التنظيم، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سورية والعراق، بهزيمة أولى في العراق ثم في سورية. لكن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية.

كما يتبنى هجمات في دول أخرى حول العالم.

وكتب الباحث ومدير تحرير مجلة «نيولاينز» حسن حسن، وهو مؤلف كتاب عن تنظيم «داعش»، في تغريدة، أن الهاشمي قد يكون قتل «بالصدفة في غارة أو قتال من دون أن تكون الجهة التي قتله تعلم من هو»، إن كانت الولايات المتحدة أو القوات العراقية أو المقاتلين الأكراد.

وأضاف «هذا أمر غير مسبوق لكنه محتمل».

وفي التاسع من سبتمبر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن القوات التركية ألقت القبض على «قيادي كبير» في التنظيم ملقب بـ«أبو زيد» واسمه الحقيقي بشار خطاب غزال الصميدعي.

وذكرت وسائل إعلام تركية في حينه، إلى أدلة تشير الى أن الصميدعي قد يكون الهاشمي القرشي.

واعتبر حسن أن التنظيم قد يكون فضّل الاعلان عن مقتل زعيمه عوضاً عن الاعتراف باعتقاله، خصوصاً انه لم يعلن يوماً عن اسمه الحقيقي.

وفي 2014، حين أعلن التنظيم تأسيس «الخلافة الاسلامية» على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتدّ بين سورية والعراق، تحكّم عناصره بمصائر سبعة ملايين شخص، بثوا الرعب في مناطق سيطرتهم وفرضوا قواعد متشددة جداً، كقطع الرؤوس وسبي النساء.

ونفذوا اعتداءات وحشية حول العالم، قبل أن تتقلّص مساحة سيطرتهم تدريجياً.

وبعدما مُني التنظيم بهزيمة أولى في العراق في العام 2017 إثر معارك مع القوات العراقية، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلين الأكراد، في 23 مارس 2019، هزيمة التنظيم إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيات مختلفة من أوروبا ودول آسيوية وعربية، والآلاف من أفراد عائلاتهم في الباغوز الحدودية مع العراق.

ومنذ إعلان القضاء على «خلافة داعش» في 2019، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديي التنظيم المتوارين.

وتشن بين الحين والآخر غارات وعمليات دهم أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في سورية.

وقد توجت هزيمة التنظيم بقتل القوات الأميركية لزعيمه الأول أبوبكر البغدادي ليل 26 - 27 أكتوبر 2019 في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب السورية.

وفي فبراير 2022، أعلنت الولايات المتحدة قتل زعيم التنظيم الثاني أبو ابراهيم القرشي أيضاً في مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في إدلب.

وفي يوليو، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت زعيم التنظيم في سورية ماهر العكال في ضربة نفذتها طائرة مسيرة.

ويقبع آلاف المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم من جنسيات مختلفة في السجون العراقية، كما في سجون القوات الكردية في سورية.