دراسة حديثة تشكك في «شرب الأكواب الثمانية»

26 نوفمبر 2022 08:46 ص

يبدو أن التوصية بشرب 8 أكواب من الماء يومياً أي لترين تقريباً، ليست صحيحة تماماً، على الأقل هي أكثر مما يستطيع كثير من البشر الالتزام به كل يوم.

فوفقاً لدراسة جديدة، فإن «الكثير من الناس لا يحتاجون إلا إلى 1.5 لـ1.8 لتر يومياً، أي أقل من اللترين الموصى بها عادة»، وفق ما نقلت «العربية» عن صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال يوسوكي يامادا، من المعهد الوطني للابتكار الطبي الحيوي والصحة والتغذية في اليابان، وأحد المؤلفين الأوائل لهذا البحث، إن «التوصية الحالية (أي شرب 8 أكواب) غير مدعومة علمياً على الإطلاق»، مضيفاً أن «معظم العلماء ليسوا متأكدين من مصدر هذه التوصية».

وإحدى المشكلات، بحسب الصحيفة البريطانية، أن التقديرات السابقة لاحتياجات الإنسان من الماء تتجاهل أن غذاءنا يحتوى على الماء الذي يمكن أن يساهم بنسبة كبيرة من إجمالي استهلاكنا.

وأوضح يامادا أنه «إذا كنت تأكل فقط الخبز والبيض، فلن تحصل على الكثير من الماء من الطعام. لكن إذا كنت تأكل اللحوم والخضراوات والأسماك والمعكرونة والأرز، فيمكنك الحصول على نحو 50 في المئة من احتياجات الجسم المائية».

وقيمت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ساينس» العلمية، كمية المياه التي يتناولها 5 آلاف و604 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 8 أيام و96 عاماً من 23 دولة.

لكن الدراسة كشفت أن الذين يعيشون في المناخات الحارة والرطبة وعلى ارتفاعات عالية وكذلك الرياضيين والنساء الحوامل والمرضعات بحاجة إلى شرب المزيد من الماء.

كذلك لاحظت أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 35 عاماً لديهم معدّل «دوران» مياه في الجسم بمتوسط 4.2 لتر في اليوم. وقد انخفض هذا مع تقدم العمر بمتوسط 2.5 لتر يومياً للرجال في التسعينيات من العمر، وهذا يعتمد بالطبع على الطاقة التي يبذلها الجسم.

أما عند النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و 40 عاماً فكان معدل «دوران» المياه في الجسم 3.3 لتر، وينخفض إلى 2.5 لتر عند بلوغ سن 90 عاماً.

بدوره، أوضح البروفيسور جون سبيكمان، من جامعة أبردين، وهو مؤلف مشارك في البحث، أن «هذه الدراسة تظهر أن الاقتراح الشائع بشرب 8 أكواب من الماء - أو نحو لترين يومياً - ربما يكون مرتفعاً جداَ بالنسبة لمعظم الأشخاص».

وفي حين ليس هناك ضرر واضح من شرب كميات أعلى من المياه، إلا أن الصحيفة البريطانية تقول إن الحصول على مياه صالحة للشرب قد يكون مكلفاً، هذه الأيام.