كونا - استعرض الأكاديمي الكويتي أستاذ السيناريو في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فيصل القحطاني حركة الأفلام الروائية القصيرة في دولة الكويت وغايات الشباب لتطوير إنتاجهم وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل أمام هذا الفن.
وأشار القحطاني خلال المحاضرة التي أدارها المخرج السينمائي أحمد خلف في «المقهى الثقافي» ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 45 إلى الحراك المهم الذي يشهده إنتاج الأفلام الروائية القصيرة في الكويت والعالم العربي بشكل عام.
وذكر أن المنبع الرئيسي الذي يغذي هذا الحراك هو انتشار قنوات التواصل الاجتماعي بشكل كبير، خصوصاً بين أوساط الشباب، ما أتاح الفرصة أمامهم لعرض إنتاجهم بعيداً عن سلطة الممول أو شركات العرض السينمائي.
ولفت إلى أن الزخم الكبير في الإنتاج يتطلب الوقوف وبشكل جاد عنده وتحليله علمياً وفنياً بغرض التعرف على أبرز ملامحه ومحركاته خلال السنوات الماضية بما يمهد الطريق للمستقبل لطرح دراسات متخصصة أخرى في هذا المجال.
وبيّن أن ما يقدم اليوم من دراسات ترصد واقع الحركة الثقافية والفنية الكويتية هو بمثابة قاعدة بيانات تحفظ تراث الكويت للأجيال القادمة.
وأوضح القحطاني أن الفيلم الروائي القصير يرتبط بشكل عام بالحركات التجريبية والطليعية التي اتصلت وبشكل مباشر مع بدايات الحداثة وقد أخذت مجمل الفنون نصيباً وافراً من تلك الحركات، مضيفاً أنه يتمتع بخاصية لا توجد في السينما التقليدية وهي تلك المساحة العريضة من التجريب والتجديد في أساليب الكتابة والإخراج وبقية مفردات صناعته.
ولفت إلى أن السينما في الكويت بدأت بشكل احترافي مع الفيلم الروائي القصير «العاصفة» الذي كانت مدته تقارب الـ30 دقيقة وهو من تأليف عبد الأمير التركي وإخراج محمد السنعوسي، وذلك عام 1965.
واعتبر القحطاني تلك التجربة «النواة الحقيقية للسينما الروائية في دولة الكويت، لأن ما سبقها من تجارب لم يذكر النقاد أو المؤرخون أنها تجارب ترقى لتكون نواة للأفلام الروائية القصيرة في الكويت».
واستدرك قائلاً إن خلافاً حول ما إذا كان فيلم «العاصفة» هو النواة المؤسسة لهذا الفن أم فيلم «عليا وعصام» الذي سبقه للمخرج خالد الصديق، إلا أن النقاد اعتبروا الأخير في دائرة البرامج التلفزيونية ولم ينتج خصيصاً ضمن تصور الأعمال الروائية الدرامية القصيرة.
وأشاد القحطاني بالعديد من التجارب ضمن الأفلام الروائية القصيرة في الكويت، منها أفلام «موز» للمخرج مقداد الكوت الذي قدم عام 2009 و«وينكن» سيناريو وإخراج محمد السعيد وأنتج في 2016 و«سلام» للمخرج أحمد الخلف و«جاي حليب» للمخرج أحمد الحليل كأحد النماذج المهمة في سلسلة الروائيات.