«هرانا» تتحدث عن سقوط 60 طفلاً بعضهم لم يتجاوز الـ 8 سنوات خلال الاحتجاجات

عقوبة الإعدام... أداة ترهيب في إيران

21 نوفمبر 2022 11:00 م

- «هنكاو»: 13 قتيلاً في كردستان
- توقيف ممثلتَين إيرانيتَين لخلعهما الحجاب
- استدعاء السفير البريطاني للمرة الرابعة
- طهران تتوعد بالرد على قرار الوكالة الذرية

باريس، طهران - أ ف ب - حذر نشطاء من أن إيران، إحدى الدول الأكثر تطبيقاً لعقوبة الإعدام في العالم، تخطط لاستخدامها اليوم، أداة لقمع الحركة الاحتجاجية، عبر إشاعة مناخ من الخوف.

وثبّت القضاء حتى الآن ستة أحكام إعدام على صلة بالاحتجاجات، بينما ذكرت منظمة العفو الدولية، أنه بناء على تقارير رسمية، تجري محاكمة 21 شخصاً على الأقل، بتهم مرتبطة بجرائم قد تفضي إلى إعدامهم.

وتُعدم إيران سنوياً، عدداً أكبر من الأشخاص، مقارنة بأي دولة أخرى باستثناء الصين.

وتفيد منظمة العفو، بأن إيران أعدمت 314 شخصاً على الأقل في العام 2021، بينما تشير منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النروج، إلى أن عدد الإعدامات هذه السنة بلغ 482.

ويحذّر ناشطون من أن السلطات تخطط لإعدام متظاهرين، إثر تهم غامضة مرتبطة بأعمال الشغب والهجمات المفترضة على قوات الأمن.

وأفادت منظمة العفو بأن استخدام عقوبة الإعدام «مصمم لترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية... وردع آخرين من الانضمام للحراك».

ودانت «التصعيد المثير للذعر في استخدام عقوبة الإعدام أداة للقمع السياسي والانتهاك الممنهج لحقوق المحاكمة العادلة في إيران».

«رسالة قوية»

وفي خطوة لافتة، امتنعت السلطة القضائية عن نشر أسماء المدانين الستة الذين حُكم عليهم بالإعدام، في ما يعتقد أنها محاولة لتجنّب استخدام المحتجين أسماءهم خلال التظاهرات أو انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن منظمة العفو تفيد بأن طبيعة التهم تتيح استنتاج أسماء المحكومين حتى الآن. ومن بين هؤلاء، محمد غوبادلو، وهو شاب أصدرت والدته مناشدة مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بالحفاظ على حياة ابنها.

ومن بين الأشخاص الـ21 الذين يواجهون عقوبة الإعدام، امرأة عرّفت عنها منظمة العفو، على أنها فرزانة غاري حسنلو وزوجها حميد، وهو طبيب.

ويواجه آخرون عقوبة الإعدام، بينهم سامان صيدي، المعروف أيضاً باسم سامان ياسين، وهو مغني راب متحدر من الأقلية الكردية أيّد الاحتجاجات على وسائل التواصل ويواجه تهمة إطلاق النار في الهواء وتقويض الأمن القومي.

وتطالب المجموعات الحقوقية المجتمع الدولي بالتحرّك بشكل منسّق لمنع تنفيذ عمليات الإعدام، خصوصاً أن مجلس حقوق الإنسان، سيعقد جلسة خاصة نادرة من نوعها لبحث ملف إيران، الخميس.

ولاحظ الناشطون بالفعل زيادة مقلقة في عمليات الإعدام هذه السنة، حتى قبل انطلاق الحركة الاحتجاجية في سبتمبر الماضي، إذ عاودت طهران إعدام أعداد كبيرة من المدانين بتهم تتعلّق بالمخدرات،.

كما تشتكي مجموعات حقوقية من أن أعداداً كبيرة بشكل غير متناسب من أفراد الأقليات العرقية يتم إعدامهم، بما في ذلك الأكراد، وخصوصاً البلوش.

وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدّم، أمام المؤتمر العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام في برلين، «ما لم يبعث المجتمع الدولي رسالة قوية جداً جداً إلى سلطات الجمهورية الإسلامية، فسنواجه عمليات إعدام واسعة النطاق».

«حاجز الخوف»

وتحوّلت الاحتجاجات التي أثارتها وفاة مهسا أميني التي أوقفتها «شرطة الأخلاق» في طهران، إلى أكبر تحدٍ يواجه السلطات منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

ووصفت طهران، معظم الاحتجاجات بأنها «أعمال شغب» بينما أكد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي أن الأشخاص الذين يخضعون للمحاكمة «ارتبطوا بأفراد مناهضين للثورة».

وفي وقت سابق من الشهر، دعا 227 من النواب الإيرانيين البالغ مجموعهم 290، القضاء إلى تطبيق العدالة بموجب مبدأ «العين بالعين».

وشهد العام الماضي بالفعل تعبئة ضد استخدام العقوبة، بينما انتشر وسم على وسائل التواصل، يطالب بوقف الإعدامات.

ومن بين الأشخاص الذين يقبعون في السجن حالياً، المخرج محمد رسولوف الذي تم توقيفه قبل الاحتجاجات ونال جائزة «الدب الذهبي» في مهرجان برلين السينمائي عام 2020 عن فيلمه المناهض لعقوبة الإعدام «لا وجود للشيطان».

وقال أميري مقدّم إن طهران «استخدمت عقوبة الإعدام للمحافظة على حاجز الخوف على مدى 43 عاما».

وأضاف أن «الاحتجاجات الحالية شهدت انهيار هذا الحاجز الذي تحاول السلطات إعادة بنائه مع القمع وأحكام الإعدام الحالية».

اعتقال ممثلتين

والأحد، اعتقلت قوّات الأمن، الممثّلتَين كتايون رياحي (60 عاماً) وهنغامه غازياني (52 عاماً)، بعدما خلَعَتا حجابَيهما على الملأ دعماً لحركة الاحتجاج.

وأفادت «وكالة إرنا للأنباء» الرسميّة، بأنّ هنغامه وكتايون اعتُقِلتا بعد استدعائهما للتحقيق في شأن منشوراتهما «الاستفزازيّة» على وسائل التواصل وأنشطتهما الإعلاميّة.

كما أعلن القضاء، استدعاء سبع شخصيّات معروفة، سينمائيّة وسياسيّة ورياضيّة، بسبب نشر محتوى «استفزازي».

60 طفلاً سقطوا

من جانبها (العربية)، أعلنت منظمة «هرانا» لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، أن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع الأحد إلى 419 على أقل تقدير، بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات.

وأفادت منظمة «هنكاو» الكردية لحقوق الإنسان، أمس، بأن قوات الحرس الثوري هاجمت المحتجين في مدن جوانرو، وبيرانشهر ودهكلان وبوكان، لافتة إلى وقع 13 قتيلاً برصاص الأمن في مختلف مدن كردستان.

استدعاء سفير بريطانيا

ديبلوماسياً، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، سفير بريطانيا للمرة الرابعة منذ بداية الاحتجاجات.

وأفادت «إرنا»، بأنه «تمّ استدعاء سايمون شيركليف بعدما هاجمت مجموعة عنيفة مبنى سفارة إيران في لندن وشتمت العلم المقدس لجمهورية إيران الإسلامية». ولم يُحدّد تاريخ الحادثة.

وبحسب الوكالة، عبّر عن أمله في «ألا تتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى في المستقبل».

الوكالة الذرية

نووياً، أعلنت إيران، أنها تتخذ إجراءات للرد على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بسبب قرار ينتقد عدم تعاونها.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، ليل الأحد «رداً على الإجراء الأخير الذي اتخذته ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة عبر تبنّي قرار ضدّ إيران، اتخذت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بعض الإجراءات الأولية».

وأضاف أن «تنفيذ هذه الإجراءات تحقّق اليوم (أمس) خلال وجود مفتشي الوكالة الذرية في مجمّعي التخصيب في ناتانز وفوردو» من دون تحديد الإجراءات.

برلين تتفق مع واشنطن على تحويل التركيز من «النووي» إلى «حقوق» الإيرانيين

برلين - رويترز - أعلنت ألمانيا، أمس، أنها تتفق مع الولايات المتحدة في تحويل تركيزها بعيداً عن إحياء الاتفاق النووي إلى دعم الشعب الإيراني في مواجهة «القمع العنيف» للاحتجاجات الحاشدة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية «نتحرك بالفعل وفقاً للمسارات ذاتها».

وأضاف «حالياً، تركيزنا منصب على دعم الشعب الإيراني وممارسة الضغوط على النظام الحاكم الإيراني لوقف قمع حقوق شعبه».

وكان روبرت مالي، المبعوث الأميركي المعني بالملف الإيراني، صرح في وقت سابق، بان إدارة الرئيس جو بايدن ستترك الباب مفتوحاً أمام استئناف الديبلوماسية «عندما وإذا» حان الوقت المناسب، لكن الآن ستواصل واشنطن تطبيق «سياسة فرض العقوبات وممارسة الضغط».