تضرّر نصف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا... وموسكو تُحصّن شبه جزيرة القرم

سوناك يدعم كييف بحزمة دفاع جوي جديدة

19 نوفمبر 2022 11:00 م

- موسكو: «استفزازي» قرار بولندا رفض دخول لافروف

وصل رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك إلى كييف، في أول زيارة له منذ توليه منصبه، في وقت طالبت كييف بـ«دعم إضافي» من حلفائها الأوروبيين، وبات نحو نصف البنى التحتية للطاقة «خارج الخدمة» في أعقاب الضربات الروسية منذ أوائل أكتوبر الماضي.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على «تلغرام»، أمس، «منذ الأيام الأولى للحرب، كانت أوكرانيا والمملكة المتحدة الحليفين الأقوى».

وقال سوناك من جانبه، «أنا هنا لأقول إن المملكة المتحدة ستواصل دعمكم. سنقف إلى جانبكم حتى تحقق أوكرانيا السلام والأمن اللذين تحتاجه إليهما وتستحقهما».

وأكد سوناك أن بريطانيا ستقدم حزمة دفاع جوي بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني، تشمل أسلحة مضادة للطائرات وتقنيات لمكافحة الطائرات المسيرة المقدمة إلى روسيا من إيران.

والجمعة، استبعد زيلينسكي، فكرة إقرار «هدنة قصيرة»، قائلاً إنّها لن تؤدّي إلّا إلى تفاقم الأمور.

وتابع زيلينسكي في تصريحات بُثّت في منتدى هاليفاكس الدولي للأمن، إنّ «روسيا تبحث الآن عن هدنة قصيرة وفترة راحة لاستعادة قوّتها. يمكن أن يُنظر إلى هذا على أنّه نهاية للحرب، لكنّ مهلة كهذه لن تؤدّي إلّا إلى تفاقم الوضع».

وقال زيلينسكي، من ناحية ثانية، إن القوات الأوكرانية صدت نحو 100 هجوم في منطقة دونيتسك (شرق)، مع استمرار حدة القتال.

وكان البيت الأبيض كرر في وقت سابق الجمعة، أن زيلينسكي هو الوحيد الذي يمكنه الموافقة على بدء مفاوضات، رافضاً أي فكرة عن وجود ضغوط أميركية على كييف.

وبعد أكثر من شهر ونصف الشهر على بدء عمليات القصف بالصواريخ أو بطائرات مسيّرة انتحارية، تبدو الأضرار التي لحقت بشبكة الطاقة الأوكرانية كبيرة.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال إنّ «نحو نصف» البنى التحتية المرتبطة بالطاقة «خرج عن الخدمة».

وفي بداية الشتاء، سيعاني كثير من الأوكرانيين انقطاعاً كبيراً أو تاماً للتيار الكهربائي في وقت تساقط أول ثلوج الخميس في البلاد.

«جريمة متعمّدة»

يأتي ذلك، فيما اتهمت روسيا، أوكرانيا بأنها أعدمت «بوحشية» أكثر من 10 من عسكرييها بعد أسرهم، مندّدة بـ«جريمة حرب».

وذكرت وزارة الدفاع أن الأمر يتعلق بـ«قتل متعمد ومنهجي لأكثر من عشرة جنود روس... بإطلاق النار مباشرة على رؤوسهم».

جاء ذلك بعد نشر مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت موسكو أنها تظهر جثث العسكريين القتلى بعد استسلامهم للتو، ممددة على الأرض.

تحصين القرم

ميدانياً، وبعد استعادة الجيش الأوكراني، جزءاً من منطقة خيرسون الأسبوع الماضي، بدا أنّ كييف وموسكو تريدان تعزيز مواقعهما مع اقتراب فصل الشتاء.

في السياق، أعلنت موسكو أنها تقوم بأشغال تحصين في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها، بينما سمح الانسحاب الروسي من خيرسون للأوكرانيين بوضع مدافعهم في مواقع أقرب من المنطقة التي استُهدفت في الأشهر الأخيرة مراراً.

وقال سيرغي أكسيونوف، الحاكم الذي عيّنته موسكو بعد ضم شبه الجزيرة، «نُشرف على أعمال التحصين على أراضي القرم من أجل ضمان سلامة سكانها».

منذ ضمّ القرم في العام 2014، تعتبر موسكو شبه الجزيرة جزءاً من أراضيها، الأمر الذي لا يعترف به المجتمع الدولي. وشدّدت كييف مراراً في الأشهر الأخيرة على نيّتها استعادتها.

من جهتها، أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد، الجمعة، إعادة فتح خط القطار بين العاصمة كييف وخيرسون، الأمر الذي يعدّ رمزياً بعد استعادة المدينة منذ أسبوع.

وسط هذه التطورات، ندّدت روسيا أمس، بقرار وارسو «الاستفزازي» بعدما رفضت بولندا السماح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدخول أراضيها لحضور اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان «قرار بولندا... استفزازي وغير مسبوق»، مضيفة «لم تكتف وارسو بفقدان مصداقيتها بهذه الطريقة فحسب، بل تسببت أيضا في ضرر لا يمكن إصلاحه لسلطة المنظمة بأكملها».

ومن المقرر أن يجتمع 57 وزيراً للخارجية في مدينة لودز وسط بولندا في 1 و2 ديسمبر.