علمت «الراي» أن هدايا الساعات الفاخرة المقلدة التي يدور الحديث عنها في القطاع النفطي تعود قصتها إلى عشر سنوات حين قررت إحدى الشركات التابعة للقطاع تكريم رؤسائها السابقين ممن تركوا بصماتهم وانجازاتهم في تاريخ الشركة وعددهم 5 بمناسبة مرور 50 سنة على إنشاء الشركة في يوبيلها الذهبي.
وتحكي مصادر نفطية لـ«الراي» القصة كالتالي: «لسبب أو لآخر لم يتسن تسليم هذه الهدايا الفاخرة للمكرمين، وتم الاحتفاظ بها في الإدارة المالية بالشركة لسنوات وسنوات، ومع مرور الزمن، اكتشف ديوان المحاسبة خلال السنوات الماضية وجود هذه الهدايا الثمينة لدى الإدارة المالية، وقيل لمسؤوليه عندما سألوا عن سبب بقائها هناك إنها هدايا تكريمية لم يتم توزيعها لأسباب تتعلق بعدم تنفيذ الاحتفالية المقررة، ما دفع الديوان إلى المطالبة بضرورة تسليمها لمستحقيها ولو من دون أي احتفالية مما دعا الشركة إلى إرسال هذه الهدايا مع أحد المسؤولين فيها إلى منازل الرؤساء السابقين وتسليمها لهم أو لورثتهم إن كان المسؤول قد فارق الحياة».
وبعد تسليم هذه الساعات التي ظلت حبيسة لنحو 10 سنوات لدى أمين الصندوق في الإدارة المالية، أراد أحد متسلميها صيانتها، فحملها إلى الوكيل ليكتشف أنها مزيفة وليست أصلية، فعاد إلى إدارة الشركة مستفسراً عن حقيقة الساعة التي ثبت زيفها فما كان من الشركة إلا أن عادت وجمعت الساعات من المكرمين مرة أخرى للكشف عليها لدى الوكيل الذي أكد أنها كلها مزيفة، على الرغم من شرائها بفواتير رسمية منذ 10 سنوات.
وما ان ثبت زيف الساعات حتى أصبحت الشركة خلية نحل حيث شكلت لجنة تحقيق للبحث في كيفية شراء 5 ساعات أصلية بحدود 10 آلاف دينار في ذلك الزمان واتضح أنها مزيفة.
وتقول المصادر إن«الأسئلة كثيرة والتفاصيل أكثر لكن الحقيقة ضائعة ولا يمكن اتهام أحد بعينه لأن الساعات اشتريت من الوكيل بفواتير رسمية من قبل مسؤولين في الشركة ومن ثم تم تسليمها إلى مكتب الإدارة العامة التي سلمتها بدورها إلى الإدارة المالية ووضعت في صندوق.
وطوال السنوات العشر تغير عدد كبير من العاملين والقائمين الأمر الذي سيصعب عملية الرصد والملاحقة، وتحديد من الممكن أن يكون قد استبدل الساعات الأصلية بالمزيفة».