حبّنا للكويت- بلدنا الذي نعيش على أرضه آمنين مطمئنين- يدفعنا إلى أن نكون أكثر حرصاً على استقرارها وسلامة كل أركانها ومفاصلها، ومؤسساتها الرسمية، وأن نعمل بجهد واجتهاد من أجل التطوير والتنمية، والبعد كل البعد عن كل عمل من شأنه أن يعرقل التقدم ويضع المتاريس والحواجز في طريق التنمية المستدامة التي نأملها.
والسؤال هنا كيف؟
والإجابة تأتي من منطلق الإحساس بالمسؤولية، التي يجب أن تكون موجهة تجاه الوطن... مسؤولية في مقار أعمالنا وفي نظرتنا إلى المصلحة العامة، وفي طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض، هذا التعامل الذي يجب يكون مبنياً على التسامح، خصوصاً في الشوارع، ونحن نقود مركباتنا، وفي تربية الأبناء على حب الوطن، وحتى ونحن خارج الكويت، يجب أن تكون لدينا مسؤولية في تصرفنا الذي سيعطي - بكل تأكيد - انطباعاً للغير عن وطننا.
كما أن تحمّل المسؤولية يجب أن يكون متوافراً ونحن نتبوّأ المناصب، فأي مسؤول في أي موقع عمل رسمي كان أم غير رسمي، عليه مسؤولية النهوض بالعمل وليس التوجه إلى خدمة مصالحه الشخصية، ومصالح من يهمه أمرهم من المعارف والأصدقاء والمقربين، بينما تأتي مصلحة العمل في آخر مراتب اهتماماته.
يا إخواني، تأكدوا أننا نعيش في بلد مثالي من كل اتجاه، ولو أردتم المقارنة فانظروا إلى بلدان أخرى حولنا كيف تعيش، وما الضغوط التي يتعايشون معها ليل نهار، بينما نحن في الكويت نعيش الاستقرار والحب والسلام... فهل يصعب علينا أن نحافظ على ذلك بل نطوره؟
حقيقة أقول ما سبق... وأنا أتعجب من هؤلاء الذين اتخذوا لأنفسهم طريق الفساد، من أجل مكاسب آنية، وهم يعرفون أن ما يفعلونه فيه تدمير للمستقبل، وتأثير سلبي على اتجاه الدولة نحو التقدم، حيث إن آفة الفساد لها تأثير مدمر ومحطم لكل تطلع نحو المستقبل.
فالذين يستغلون مناصبهم في تعطيل مشاريع الدولة التنموية، من أجل مكاسب شخصية، وهدر المال العام من دون فائدة، وهدم نجاحات من سبقوهم في المناصب وعدم البناء عليها، أو التقليل من قيمتها، هم في الحقيقة يضعون الحواجز في طريق نهوض الوطن، وليس لديهم أي إحساس بالمسؤولية.
كما أن الذين يقفزون إلى المناصب بالواسطة، وهم غير المؤهلين إلى ذلك خبرة ودراسة وعلماً، بينما أصحاب الخبرة والمؤهلات والعلم، مهملين... فهذا يدخل النفوس في حالة من الإحباط، وهذا الأمر فيه هدر للكفاءات.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها الطيبين، ومن يعيش على أرضها، من كل سوء.