الممثل اللبناني متفائل بالنسبة إلى المستقبل

جو صادر لـ «الراي»: أدوار «روح احفظ وسمّع» تُعرض عليّ في الأعمال المشترَكة

16 نوفمبر 2022 11:00 م

يُعتبر الممثل جو صادر الاسم الأبرز في الدراما اللبنانية بين جيل الشباب، فهو الاسم المفضّل عند المُنْتِجين اللبنانيين لأدوار البطولة الأولى.

غيابه عن الأعمال المشتركة كما يقول صادر لـ «الراي» يعود إلى مساحة الأدوار التي تُعرض على الممثل اللبناني ولا يمكن مقارنتها بالأدوار التي يلعبها في الدراما المحلية، ولكنه يبدو متفائلاً بالنسبة إلى المستقبل، إذ يعتبر أنه لا بد وأن يأتي اليوم الذي يأخذ فيه ما يستحقه في الدراما العربية المشتركة.

• نشرتَ قبل أيام فيديو على تطبيق «تيك توك» أشرتَ فيه إلى أن الإنسان لا بد وأن يحقق طموحه مع الوقت. فهل كنتَ تتحدث عن عمل فني جديد يمكن أن يحقق نقلةً نوعية في مشوارك الفني؟

- كلا، ما قلتُه لا يرتبط بعملي الفني، بل بالحياة بشكل عام.

أعيش مرحلة أشعر معها بالسعادة على المستويات كافة، بما في ذلك العمل الذي أزاوله خارج الفن. وحتى فنياً أنا سعيد جداً.

• لا شك أنك فرضتَ نفسك كنجم أول في الدراما اللبنانية.

متى تُحَقِّق الخطوة المقبلة من خلال تواجدك في الدراما المشتركة؟

- عُرضت عليّ المشاركة في أكثر من عمل مشترَك ومن أكثر من شركة إنتاج، ولكنني سعيد لأنني ألعب أدوار البطولة الأولى في الدراما اللبنانية ولا تهمّني الأدوار الثانية والثالثة والرابعة في الدراما المشتركة.

• لكن الدراما المشتركة تحقق لك شهرة أوسع؟

- هذا صحيح، ولكنني أظن أنه لا بد أن يأتي الوقت الذي يطلبون فيه ممثلاً لبنانياً كي يكون بطلاً أول في عمل مشترك.

• لا يوجد ممثل لبناني لعب حتى الآن دوراً أول في الدراما المشتركة؟

- لا بد أن يأتي الوقت الذي يحصل ذلك ولا مهرب من هذا الأمر. المسألة ليست دوراً أول أو ثانياً، بل تتعلق بدورٍ يضيف إلى رصيدي الفني، ولا تهمّني المشاركة لمجرد المشاركة.

وعندما يأتي الدور الذي أريده سأقبل به، وربما يكون من خمسة أو ستة مَشاهد فقط، ولكنه دور جيّد ويترك أثراً عند الناس. الأدوار التي تُعرض عليّ في الأعمال المشتركة تنطبق عليها مقولة «روح احفظ وسمّع».

• هل هذا يعني أن المُنْتِجين لا يقدّرونك جيداً؟

- بل هم لا يعطون مساحةً للممثل اللبناني. هم يبْحثون خارج لبنان عن ممثلين للعب الأدوار الأساسية، وما «يَفْضل» عنهم يتركونه للممثل اللبناني، وبعض الممثلين اللبنانيين يقبلون بذلك والآخَرون يرفضون.

ولو أنني أفكر بالتواجد لمجرّد التواجد فقط، لكنتُ فعلت مثل الذين يقبلون بتلك الأدوار.

• لكن بعض الممثلين اللبنانيين يشاركون ببطولات مشتركة؟

- مَن مثلاً!

• كارلوس عازار وبديع أبو شقرا وغيرهما؟

- هؤلاء من جيل فني أكبر من جيلي الفني، ولكن لا يوجد ممثل من جيلي الفني شارك بدورٍ بارز في الدراما المشتركة.

• هل أنتَ عاتِب على المُنْتِجين اللبنانيين مثلاً؟

- أبداً، بل أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي نتواجد في الدراما بالصف الذي يفترض أن نكون فيه.

ومع احترامي للممثل السوري والمصري اللذين نتعلم منهما، لكن لن يستمر الوضع على ما هو لجهة إسناد أدوار البطولة الأولى لهما في الدراما المشتركة.

• لكن ألا تعتقد أن شهرة الممثل السوري والمصري كفيلة بأن تجعل منهما أبطالاً للأعمال التي يشاركان فيها بينما أنتم لستم معروفين عربياً؟

- وكيف يمكن أن أكون معروفاً عربياً؟ وهل يجب أن أولد وأنا معروف عربياً.

هذا الأمر يتحقق من خلال مشاركتي في عمل فني يحدد إذا كنت قادراً على الاستمرار عربياً أم لا.

نحن بحاجة إلى الفرصة المُناسِبة التي تجعلنا معروفين عربياً، وهذا لا يمكن أن يتحقق من خلال مسلسل لبناني لا يُعرض على محطة عربية.

• ما هو في رأيك السبب الذي يجعل الممثل اللبناني يتخلى عن دراما بلده مفضّلاً عليها الدراما المشتركة مع أن الدراما المحلية هي التي تقف وراء نجاحه؟

- لا يمكن أن نحكم على الممثل اللبناني في هذا الموضوع لأنه يعتاش من وراء المهنة، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي لا تسمح له بالقول «أنا أريد أن أترك الدراما العربية والعمل لمصلحة الدراما المحلية».

وربما هو عاجِز عن التنسيق بينهما، وفي مثل هذه الحالة هو سيفضّل المُشارَكة في الدراما التي تؤمّن له مردوداً مادياً أكبر، لأن الدراما اللبنانية تعاني مشكلة إنتاجية، والميزانية التي تُرصد لها أقلّ من تلك التي تُرصد للدراما المشتركة. لكن من حيث المبدأ، أنا ضد أن ينقطع الممثل اللبناني عن دراما بلده.

• ربما لأنك لا تزال عازباً فالوضع يكون عليك من الناحية المادية أسهل من ممثل آخر متزوّج ومسؤول عن عائلة وزوجة وأولاد فيجد نفسه مجبراً على تقديم بعض التنازلات؟

- أحمّل مسؤولية أكبر من أي ممثل آخر متزوج ولديه أولاد. فأنا عمري 34 عاماً ومسؤول عن أهلي وشقيقي، ويتم الاعتماد عليّ في كل شيء.

الزواج والأولاد والمسؤوليات ليست مبرراً كي يقدم الممثل تنازلات.

في المقابل، لا أنكر أنني قدّمتُ بعض التنازلات، ومشيت في مشواري الفني بهدوء وتروٍّ وكنتُ حريصاً على عدم القيام بخطوات كبيرة كان من الممكن أن تسبّب لي الفشل.

فضّلتُ التريّث والوصول إلى ما أريده من خلال صورة معينة كنتُ قد رسمتُها لنفسي وقد نجحت بذلك والحمد لله.

• لا شك أن لديك عائلة كبيرة أنت مسؤول عنها ولكن في المقابل لديك عمل آخَر يُؤمّن لك مردوداً مادياً وفيراً أيضاً؟

- هذا صحيح.

أعمل في أكثر من مجال بالإضافة إلى عملي في الفن.

نحن كلبنانيين بحاجة لأن نعمل في أكثر من مهنة كي نتمكّن من تأمين حياة كريمة.

وأنا أعرف كيف أوزّع وقتي بين فني وبين عملي الآخَر وبين عائلتي، كما أخصص وقتاً لنفسي.