في الوقت الذي حكم فيه القضاء الإيراني بإعدام شخص لضلوعه في «شغب» على خلفية الاحتجاجات، وصل وفد من مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الى سيستان بلوشستان حاملا رسالة من آية الله علي خامنئي تهدف الى «حل المشاكل» في المحافظة، حيث سجّلت أعمال عنف أخيراً، وفق ما أفاد الإعلام المحلي، اليوم الأحد.
وشهدت المحافظة، وخصوصا مركزها مدينة زاهدان، توترات في الأسابيع الماضية، أتت في وقت تشهد إيران منذ 16 سبتمبر، احتجاجات على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وشهدت زاهدان أحداثا دامية في 30 سبتمبر راح ضحيتها عشرات بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
ومنذ ذلك التاريخ، تسجّل مسيرات وتوترات أسبوعية بعد صلاة الجمعة في المحافظة الحدودية مع باكستان وأفغانستان، والتي تقطنها نسبة كبيرة من السّنّة.
وأفادت وكالة «تسنيم» أن وفدا من مكتب المرشد يتقدمه حجة الإسلام محمد جواد حاج علي أكبري، رئيس مجلس أئمة الجمعة في إيران، وصل الى زاهدان حيث التقى شخصيات في المحافظة الأحد.
ونقلت الوكالة عن حاج علي أكبري قوله «جئنا لإبلاغ تحيات قائد الثورة الإسلامية إلى أهالي محافظة سيستان وبلوشستان، ونبلغ شخصيات المحافظة ومختلف الفئات حزن سماحته وانزعاجه من الأحداث التي حدثت ونوضح التدابير الممتازة التي اتخذها لحل المشاكل والإجراءات التكميلية».
وتابع «بالطبع قام ممثل قائد الثورة في المحافظة والمحافظ بمتابعة بعض المسارات، لكن هذه مبادرة خاصة من قبل قائد الثورة ونأمل أن تكون مصدر خير وبركة»، وفق ما أوردت «تسنيم».
وشملت اللقاءات التي عقدها الوفد، إمام الجمعة للسّنّة في زاهدان مولوي عبد الحميد الذي سبق أن حمّل في إحدى خطبه «كل المسؤولين ومن يديرون شؤون البلاد» المسؤولية عما حصل في زاهدان.
وكان مسؤولون إيرانيون أفادوا بعيد حصول أحداث زاهدان، أنها كانت بنتيجة هجوم مسلّحين على مراكز لقوات الأمن.
من جهتها، أشارت شخصيات محلية الى توتر سببه أنباء عن تعرض فتاة «للاغتصاب» من قبل مسؤول في شرطة المحافظة، وأن قوات الأمن «أطلقت» النار على متجمّعين قرب مسجد بزاهدان.
وفي أواخر أكتوبر، أقال مجلس الأمن في المحافظة مسؤولين في الشرطة بينهم قائدها في زاهدان، على خلفية «إهمال» من قبل ضباط أدى الى «جرح ووفاة عدد من المواطنين الذين كانوا يؤدون الصلاة، ومشاة أبرياء لم يكن لهم أي ضلوع» في الأحداث.
ومنذ ذلك الحين، غالبا ما تشهد المحافظة مسيرات احتجاجية وتوترات أسبوعية في أعقاب صلاة الجمعة.
وفي التاسع من نوفمبر الحالي، أفاد الإعلام الرسمي الإيراني عن تعيين العميد محمد قنبري قائدا لشرطة المحافظة خلفا للعميد أحمد طاهري الذي كان يتولى المنصب منذ أكتوبر 2020، من دون تقديم تفاصيل في شأن دوافع هذا التغيير.