الجيش الأوكراني يحشد باتجاه زابوريجيا

6 مكاسب لكييف من «رئة القرم»... خيرسون

12 نوفمبر 2022 11:00 م

دخلت القوات الأوكرانية، الجمعة، مدينة خيرسون الاستراتيجية، أو ما يطلق عليها «رئة القرم»، ما يشكل انتكاسة قوية أخرى لموسكو وتحولاً في مسار الحرب، وفق خبراء عسكريين.

وتقع منطقة خيرسون الجنوبية على حدود شبه جزيرة القرم، وتمثل خط إمداد حيوي، نظراً لإطلالها على بحر آزوف وكذلك البحر الأسود، بالإضافة إلى قربها من مصب نهر دنيبرو.

وفي حين أشار خبراء إلى أن الانسحاب الروسي، أكبر من مجرد خطوة تكتيكية بالمعنى العسكري، وأنه ينطوي على رسائل وأبعاد سياسية واضحة، رأى آخرون أن الانسحاب هو دليل آخر على أن السلاح النوعي الغربي «يقلب المعادلات الميدانية».

ولا يستبعد خبراء، أن يندرج الانسحاب في إطار إعادة الانتشار والإعداد لهجوم مضاد، ونصب فخ للقوات الأوكرانية بغية استدراجها ومحاصرتها، في مدينة كانت من أول المدن الاستراتيجية التي سقطت بيد الروس في بداية الحرب في فبراير الماضي.

6 مكاسب

وبدخول خيرسون، حقق الأوكرانيون 6 مكاسب، قد تغيّر مسار الحرب، وفق خبراء دوليين، من بينها:

- السيطرة على بوابة القرم وحرمان الروس من الممر البري الذي يربط شبه الجزيرة بالبحر الأسود.

- اقتراب المدفعية الأوكرانية بعيدة المدى من القرم، التي تعتبرها موسكو ذات أهمية حيوية لمصالحها.

- تعرض إمدادات المياه العذبة للقرم للخطر.

- قطع طرق الإمدادات اللوجستية للروس والقدرة على مهاجمة خطوط إمدادات أخرى مثل منطقة زابوريجيا.

- «رمزية» استعادة خيرسون ما يعطي دفعة معنوية وثقة للأوكرانيين للدفاع عن بقية أراضيهم.

- المدينة تمنح كييف السيطرة على بعض المناطق على طول ساحل البحر الأسود والذي يعد شرياناً مهماً لتصدير سلعها الغذائية للأسواق الخارجية.

ويقول الجنرال الأسترالي المتقاعد ميك ريان، لموقع «سكاي نيوز عربية»، إنه «يجب أولاً معرفة إن كان هذا الانسحاب الروسي حقيقياً أو يشكل جزءاً من حملة خداع لجر الأوكرانيين إلى معركة يستعد لها الروس».

ويضيف «من المرجح أن يتزامن الانسحاب مع خطة للجيش الروسي قد ترتكز على نقاط عدة بينها، شن ضربات استراتيجية موسعة ومواصلة حرب الطاقة».

من جانبها، أعلنت السلطات الموالية لروسيا أن مدينة غينيشيسك ستكون العاصمة الموقتة لها في المقاطعة بدل مدينة خيرسون.

وتعد غينيشيسك إحدى كبرى مدن مقاطعة خيرسون، وتقع جنوباً على بحر آزوف، وتبعد عن خيرسون العاصمة نحو 200 كيلومتر.

أهمية خيرسون

وتقع مقاطعة خيرسون جنوب أوكرانيا في موقع إستراتيجي تطل منه على بحري آزوف والأسود، كما تقع قرب مصب نهر دنيبرو، لذا فهي تمثل خطا حيويا للإمداد.

ويبلغ عدد سكان مقاطعة خيرسون أكثر من مليون شخص، وتمتد على مساحة 28 ألفاً و500 كيلومتر مربع، وتشكل جسراً بريا لروسيا من أراضيها مرورا بإقليم دونباس إلى شبه جزيرة القرم التي تتصل بها، وتتحكم بمعظم مصادر مياه الشرب والزراعة التي تغذي القرم.

وتمتلك المدينة أكبر ميناء في أوكرانيا لبناء السفن في البحر الأسود، وهي مركز رئيسي للشحن، إضافة إلى وجود صناعات مهمة فيها مثل تكرير النفط والمنسوجات القطنية وغيرها، عدا عن كونها من أهم المناطق السياحية في أوكرانيا.

وفي بداية أكتوبر الماضي، صدّقت موسكو على اتفاقية انضمام خيرسون إضافة إلى لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا إلى روسيا الاتحادية، وقد عين بوتين حاكماً لكل منطقة من تلك المناطق، وذلك يعني أن التطورات الجارية فيها قد تعكس تحول موازين القوى لمصلحة الأوكرانيين على المشهد في الجنوب، وفقا لمراقبين.

وفي جنوب أوكرانيا أيضاً، أعلن فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف مساء الجمعة أيضاً أنها «تحررت بالكامل».

دونيتسك وزابوريجيا

وفي تطور آخر، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك إن قواتهم تواصل التقدم في محور مطار دونيتسك الدولي، وإنها باتت على وشك بسط كامل سيطرتها على بلدة بيرفومايسك شمال غربي المدينة.

ونشر الموالون لروسيا صوراً لعملية اقتحام البلدة التي كانت تشكل خط دفاع للقوات الأوكرانية في شمال دونيتسك.

كما أكدت السلطات الموالية لموسكو، أن كييف تنقل قواتها العسكرية من خيرسون إلى محاور زابوريجيا.