رسالتي

مَنْ يجبُر بخاطري!

8 نوفمبر 2022 11:00 م

تمُرُّ بالإنسان ضغوطات وصعوبات، ومِحَنٌ وابتلاءات، وشدائد وكربات.

يفقد فيها عزيز، أو يخسر تجارة، أو يتسلط عليه ظالم فيأكل ماله، أو يُسيء إليه متنفّذ فينتقص من كرامته ومكانته، فيتجرّع مرارة (قهر الرجال).

فيحتاج الإنسان في مثل هذه المواقف إلى من يخفف عنه آلامه ومصابه، ويشاركه في أحزانه وأتراحه، وهو ما نسمّيه بـ (جبر الخواطر).

يقول سفيان الثوري «ما رأيتُ عبادة يتقرب بها العبد إلى الله مثل جبر الخواطر».

إن اتصاف أي إنسان بهذه الصفة لهو دلالة على سمو نفسه وكرم أخلاقه ورجاحة عقله وعظمة قلبه.

ولعل أعظم إنسان عُرِف بجبره للخواطر هو سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، فممّا يُذكر من سيرته أن المرأة العجوز كانت تأخذه من يده فتطوف به شوارع المدينة، فلا ينصرف عنها حتى تقضي حاجتها.

وتُرسِل في طلبه امرأةٌ ولدها يحتضر، فيرسل لها السلام ويقول: فلتصبر وتحتسب، فتقسم عليه أن يحضر، فيستجيب لطلبها ويحضر عندها ويحمل ولدها وهو يحتضر حتى مات في حجره.

أتاه صحابي يريد الجهاد معه، فقال له: كيف تركت والديك؟ رد: تركتهما يبكيان، قال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما (مراعاة لمشاعر الوالدين)!

في مجتمعنا العديد من الحالات التي تحتاج إلى جبر الخواطر كالمريض والفقير واليتيم والمحتاج وصاحب الدَّين والأرملة والمسكين وكل ضعيف، وكما قال الله تعالى «فأمّا اليتيم فلا تَقْهَر وأمّا السائِلَ فلا تَنْهر».

اجبروا خواطر الوالدين بالبِرِّ والهدية والزيارة والخدمة.

اجبروا خواطر الزوجات بالكلمة الطيبة والشكر على قيامها بواجبها تجاه الزوج ورعايتها للأولاد.

اجبروا خواطر الخدم والسواق في البيوت بأن تطعموهم مما تطعمون.

لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، بأنّ من أحب الأعمال إلى الله تعالى «سرورٌ تُدْخِله على مُسلم» وأي سرور أكبر من أن تجبر بخاطر من يحتاج إلى ذلك.

السادة القراء، إننا والله في زمن كثُرت فيه النفوس المحطّمة، والقلوب المكلومة، والأفئدة المنكسرة، والعقول الحائرة، والأيادي الممدودة، فهنيئاً لمن جعله الله سبباً في جبر خواطر أمثال هؤلاء.

Twitter:@abdulaziz2002