فيما أجمع المتحدثون في ندوة «وعد بلفور... قدر واقع أم واقع زائل»، على أن وعد بلفور لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد تخطيط عميق من قِبل الحركة الصهيونية، وانه لا يمكن أن يزول من دون تضافر الجهود وتوحيد الصفوف والتخطيط الجيد، اتفقوا كذلك على أن الشعوب العربية لن تطبع مع الاحتلال الإسرائيلي.
واستضافت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، الندوة التي أدارها الدكتور تركي العازمي، بالتعاون مع رابطة «شباب من أجل الأقصى» مساء أول من أمس، تحدث فيها عضوا الرابطة الدكتور علي السند، والدكتور جاسم الجزاع.
وقال العازمي في مداخلته «إذا كان لديك اقتصاد وإعلام، فإنك تستطيع أن تجير القرار السياسي لمصلحتك، هل نحن من قلة؟ أنا لا أقول كما قيل من قبل إننا كغثاء السيل، وإنما أقصد المال، لدينا مال (يطفح) غير مستغل على النحو الصحيح».
وأضاف العازمي: «بعد اتفاقية سايكس بيكو، وزع المستعمرون الأقاليم العربية، وكل مستعمر أخذ جزءاً من الكيكة، وخرج لنا وعد بلفور، ثم اتفاقية الشؤم أوسلو».
وقال إن السؤال بالنسبة لوعد بلفور، هل هو قدر واقع أم واقع زائل؟ إن المجريات تقول إنه قدر واقع، والصهاينة بخبث إستراتيجي حولوا وعد بلفور إلى قدر واقع عبر اتفاقية أوسلو، فوعد بلفور كان ورقة، فيما كانت اتفاقية أوسلو، التي تم بموجبها الاعتراف بدولة اسمها إسرائيل، والكارثة في أوسلو أنها أجلت أهم قضيتين، وهما اللاجئون والقدس، حتى في جلستهم لما كانوا في اتفاق لم الشمل في كامب ديفيد عام 2000، أغفل المجتمعون القرار الأممي 194، والذي يتيح لكل من هجر من دياره بأن يعود إليها.
وأكد أن الإعلام خطير «لاحظوا ماذا يقولون عن أوكرانيا ولاجئيها، ولاحظوا ماذا يقولون عن لاجئي فلسطين».
وعن خلفية وعد بلفور الذي صدر عام 1917، ذكر السند أنه لم يكن وليد لحظته بل سبقته جهود بذلت وتنسيق بين قوى عظمى، وكذلك قيام الحركة الصهيونية التي نجحت في اختراق المجتمع البريطاني.
وأضاف ان الوعد جاء أيضاً لخدمة بريطانيا وزيادة نفوذها الاستعماري، مؤكداً أنه كان نتيجة جهد وتخطيط وعمل دؤوب، مشيراً إلى أن إنهاء آثار هذا الوعد والقضاء عليه، لن يكون إلا من خلال جهود وتخطيط وتضافر الجهود وتوحيد الصفوف، ولن يأتي من خلال التفرق وبعثرة الجهود.
بدوره، أكد الجزاع أن مشروع وعد بلفور نجح لأنه استند على الكثير من عوامل النجاح، ما يعطينا مؤشراً على أنه لكي تنجح مشاريعنا علينا النظر إلى ما فعله العدو لكي يتمكن من النجاح، لافتاً إلى أنه علينا «الاستفادة من طريقة تفكيره واقتناص الفرصة لإنجاح المشاريع التي سنتبناها في المستقبل».
وشدّد على ضرورة وعي الشباب بمركزية القضية الفلسطينية ضد الأفكار التي تحاول أن تجعلها قضية ثانوية، وذلك يكون عبر المحاضرات والندوات من باب تحفيز الشباب لإعادة القراءة في هذا التاريخ الغامض لدى البعض.
وأشار إلى تخاذل بعض الأنظمة تجاه القضية الفلسطينية وليس الشعوب، مضيفاً ان الكويت تكاد تكون هي النبراس الوحيد، كونها متمسكة بمبادئها وبموقفها الصارم تجاه هذه القضية ومواجهة العدو الإسرائيلي.
وأضاف ان الأنظمة تتغير في يوم من الأيام أو تحدث فيها بعض التعديلات، ولكن الشعوب لن تطبع أبداً.