أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس، أنه منذ أن نالت بلاده «شرف استضافة كأس العالم (مونديال 2022) تعرضت لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف»، مشدداً على «أنها تعاملت مع الأمر في البداية بحسن نية، بل رأت أن بعض النقد إيجابي ومفيد، يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير، ولكن ما لبث أن تبيّن لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة».
وقال الشيخ تميم في حفل افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى القطر إن «النقد مفيد فقط إذا كان قائماً على معلومة صحيحة وعلى فهم للسياقات»، مؤكداً أن «استضافة كأس العالم تجمع بين عناصر عدّة» وتحدّيات من بينها «الانفتاح الحضاري والثقافي».
ورأى أنّ استضافة تلك البطولة العالمية، «مناسبة نُظهر فيها من نحن، ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسّساتنا بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية»، مضيفاً «هذا امتحان كبير لدولة بحجم قطر التي تثير إعجاب العالم أجمع بما حقّقته وتحقّقه».
وشدد على أن «مونديال 2022» الذي ستستضيفه بلاده في الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبل، «حدث تاريخي ومناسبة إنسانية كبرى».
وإذ أكد الشيخ تميم أنّ «قطر حالياً أشبه بورشة عمل في التحضير والتجهيز للمناسبة»، ذكّر بأنّها المرة الأولى التي ستستضيف فيها دولة عربية مناسبة مماثلة.
وتابع «لقد قبلنا هذا التحدّي (...) إدراكاً منّا لأهمية استضافة حدث كبير مثل كأس العالم في الوطن العربي، وهي بطولة للجميع، ونجاحها نجاح للجميع».
ولفت إلى أن بلاده شهدت «نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة».
وأشار إلى أن ما حققته الدوحة من نتائج إيجابية في السياسة الخارجية يحتّم أن يكون دورها فاعلاً ومسؤولاً في المنطقة وعلى مستوى العالم، مؤكداً أن قطر اتبعت في سياستها الخارجية «نهج الالتزام بالقانون الدولي والديبلوماسية الوقائية لمنع استفحال الأزمات».
وتحدث عن الأزمة الروسية - الأوكرانية، مشيراً إلى أنها أصابت الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية بأضرار تزداد تفاقماً.
وشدد على أن الدوحة تعمل ما بوسعها «من أجل التعامل مع أزمات الطاقة في العالم وبالتنسيق مع الشركاء»، مضيفاً أن «قطر شريك يعتدّ به في صناعة السلام ودعم الاستقرار».
وأوضح أن الناتج المحلي للبلاد ارتفع في النصف الأول من العام الجاري 4.3 في المئة مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي بنسبة 7.3 في المئة.
ولفت إلى أن الوكالات العالمية ثبتت تصنيف الاقتصاد القوي لقطر، وآفاقه المستقبلية المستقرة، مؤكداً أنه «واصل النمو خلال 2022 بعد التراجع في 2020، حيث بلغ معدل التضخم في البلاد على أساس سنوي 4.6 في المئة فقط في النصف الأول من العام»، وهو«أقل من معدلات التضخم التي نشاهدها اليوم في العديد من الدول المتقدمة».
وتطرق إلى جائحة كورونا، مشيراً إلى أن قطر أول دولة في العالم تحصل كل مدنها على تصنيف مدن صحية.
وبعد انتهاء حفل الافتتاح، كتب الشيخ تميم في صفحته على موقع «تويتر» للتواصل، «أبرزت في خطاب الشورى منجزات بلادنا الاقتصادية، وخططنا التنموية التي سيساهم إحكام التنظيم الحكومي وأنظمة العدالة في تحقيقها، كما نوهت بنهجنا في السياسة الخارجية القائم على تحقيق المصالح والسلام الدولي، وتظل استضافتنا لكأس العالم عنواناً يكتشف العالم من خلاله قطر والعرب».