المسرحيون ناقشوا «هموم المسرح العربي»...
فقد أقيمت صباح اليوم، في المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي 22، حلقة نقاشية بعنوان «هموم المسرح العربي»، بمشاركة كوكبة من ضيوف المهرجان، وقام بإدارتها رئيس المركز الزميل مفرح الشمري، بحضور مدير المهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون فالح المطيري.
في البداية، أكد الشمري على أهمية الحلقات النقاشية، والتي تطرح جوانب متعددة من الهموم المسرحية في العالم العربي، مشيراً إلى أن فعاليات وأنشطة مهرجان الكويت المسرحي تساهم في إثراء الحراك والرؤى بين المسرحيين العرب.
بدوره، قال الدكتور عمر الجاسر إن دعم المسرح في الخليج والعالم العربي يتم على استحياء، والمسرحيون يطورون جهودهم الذاتية في ظل عدم وجود القاعات المسرحية الحديثة المتطورة، وبالتالي يظل المسرح «على حاله» إن سارت الأمور هكذا.
من جانبه،قال حسن رجب «إننا عانينا منذ المرحلة الأولى من عملنا المسرحي لناحية الدعم المادي، وهو الهم المشترك في الدول العربية كافة، بالإضافة إلى غياب النص المسرحي الذي لم نعد نجده مثل السابق، فالهم بات في النص والمزاج في العمل».
من جهته، أكد أنور أحمد أنه «في السابق كان هناك إيمان في دور ورسالة المسرح، لكن اختلفت الصورة تماماً، ولم يعد للمسرح اهتماماً لدى المسؤولين»، في حين قال حمد عبدالرضا إن «بعض المسؤولين يدعمون المسرح، لكن مع تغييرات القيادات قد يدفع المسؤول الجديد إلى عدم الاهتمام في المسرح، أو يظل فترة من العمل لكي يؤمن في الرسالة المسرحية، والعملية تعتمد على حب المسؤول للمسرح، ولعلّ الهم السائد كثيراً الآن هو أن الممثلين باتوا يتجهون للتلفزيون أكثر من المسرح».
بينما قال صالح المناعي إن «المشكلة تكمن في اتجاه الممثل من المسرح إلى التلفزيون، إلى جانب وجود عوامل مؤثرة، بينها عدم وجود الإعلام والصالات المسرحية، وإغلاق المسرح المدرسي وإلغاء المهرجانات، كذلك تناقض الرقابة في عملية التقييم، وجذب العروض الخارجية».
وأوضح جمال الجسمي أن «الميزانيات كانت داعمة للمسرح في السابق ولكنها تقلصت كثيراً، وبات العمل المسرحي يعيش في معاناة مستمرة وقائمة، وبالتالي أصبح الصرف من جيوبنا».
في غضون ذلك، أكد عبيدو باشا أن النظرة اختلفت تماماً للمسرح عن سابق عهدها، «وهناك عوامل ساهمت بذلك من جوانب متعددة، فمثلاً المسرح في لبنان يقوم على المبادرات الفردية».
من جانبها، ألمحت الدكتورة منال فودة إلى أن «الميزانية باتت تحد من الإبداع المسرحي، ولذلك أصبح الشكل التقليدي سائداً، وللأسف أن الوسيلة المادية أصبحت في المقام الأول ولا وجود للقيمة والطرح».
وأمسك جمال ياقوت طرف الحديث، ليناقش العزوف الجماهيري في العروض المسرحية في العالم العربي، مبيناً أن الحل يكمن في كيفية بناء الجمهور المسرحي، إضافة إلى دور الإعلام.
فيما قالت أمل الدباس إن المسرح بحاجة للقرار السيادي، إلى جانب وجود بعض المسؤولين ممن لا يؤمن في رسالة المسرح، إضافة إلى عملية تقليص ميزانية المسرح.
وأوضح الدكتور أحمد عبدالمنعم أن «أزمة المسرح تكمن في الوجود والبناء والتشغيل، وكلها تحمل مراحل ومكونات متعددة في الهم المسرحي»، فيما رأت الدكتورة لمياء أنور أن الأزمة الحقيقية في المسرح قائمة في تصدع العلاقات والشللية.
كما تحدث عدد من ضيوف المهرجان عن هموم ومعاناة المسرح العربي بينهم الدكتور سيد علي، وسعيد سالم، وطالب البلوشي، وعبدالله ملك.
أما الإعلامية فيحاء السعيد، فتمنت أن يكون هناك ترابط بين المسرح والإعلام، فيما اعتبرت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور أن «الهموم مشتركة وينقصنا المسؤول الواعي».