يجب أخد الفائدة والعبرة من أي أزمة دولية، والعالم ليس فقط قرية صغيرة من حيث الاتصالات والتواصل بل أصبح التأثير في كثير من النواحي من منطقة جغرافية على أخرى سواء التأثير سلبي أو إيجابي، ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الدولية فهناك الكثير من المقالات والدراسات والتحليلات الإخبارية المتعلقة بالتأثيرات الدولية لتلك الحرب، سواء على مستوى العالم أو حتى تأثيراتها على الشرق الأوسط، ومنها دول الخليج العربي. ومن تلك التحليلات ما ذكره وباختصار الموقع العربي لقناة (سي إن إن ) بأن الغزو الروسي لأوكرانيا ومواصلة روسيا قصف جارتها، فإن ما باتت تُعرف بأكبر حرب أوروبية منذ عام 1994، كان لها تأثير هائل بعيداً في الجنوب، على الشرق الأوسط وأنها منطقة متقلبة مع مجموعة من المشاكل القائمة.
لم يكن الشرق الأوسط استثناءً من الاضطرابات الناجمة عن الصراع في أوروبا، حيث تسبب نقص الغذاء والتضخم في إثارة المخاوف من اضطرابات سياسية، وسط ما يشبه لعبة شد الحبل للحلفاء بين الغرب وروسيا. لكن من نواحٍ أخرى، ازدهرت بعض دول المنطقة بشكل هائل مع احتدام القتال، مضيفةً مئات المليارات من الدولارات إلى خزائنها- في ما يلي 4 طرق أثرت بها الحرب الروسية في أوكرانيا على الشرق الأوسط وهي (مصدرو الطاقة يستفيدون - الأقوياء يشعرون بجرأة أكثر- التحالفات آخذة في التحول - أزمات الغذاء والتضخم تزيد التوترات ).
ويمكن الرجوع للتحليل الإخباري أعلاه لمزيد من التفاصيل الدقيقة والتي تبين مثل غيرها من التقارير من مصادر إخبارية مختلفة عن مدى التأثير لتلك الحرب على كثير من النواحي في الدول الأخرى! وكنت قد كتبت مقالة منذ مدة في «الراي» وكانت بعنوان (راسبوتين في الخليج!) ومما ذكرته بها أن تدرك دول مجلس التعاون وبشكل أكبر أن لديها من الثقل الاقتصادي الكبير والموقع الجغرافي الاستراتيجي المهم وامتلاكها لاحتياطيات النفط، تعتبر من الأهم في العالم، هذا بالإضافة إلى الصناديق السيادية الاستثمارية بمئات المليارات من الدولارات والتي ترتبط بمصالح دولية واستثمارات عالمية، وأنه كان ولا يزال الخليج العربي فرصة وهدفا دائما للنزاعات الدولية والمحلية والمخططات العالمية، وأحياناً صراعات الدول الكبرى في مختلف النواحي خصوصاً من الناحية الاقتصادية، ولنأخذ عبرة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية الحالية والخراب الذي حل في أوكرانيا وتفجر الوضع الإنساني فيها، لذلك يجب الانتباه في واقعنا الخليجي لكل مسببات الأخطار والاستعداد لكل الاحتمالات سواء اقتصادياً أو سياسياً والأهم عسكرياً ولا نعتمد فقط على دول كبرى دون أخرى فالتوازن مطلوب والاستعداد الذاتي للحماية والدفاع أهم وأخطر ولنأخذ الدرس من الحالة الأوكرانية! والوعود الغربية لها قبل الغزو الروسي لذلك الحذر مهم.
لذلك، يفترض إن لدول الخليج بمثابة (اللوبي) ليكون عاملاً مؤثراً ويكون بالقرب من دوائر صناعة القرار في العالم الغربي والأهم استغلال عناصر القوة الخليجية الاقتصادية والنفطية وعليها أن تسعى لاستقطاب التحالفات الاستراتيجية مع الدول الكبرى.
والخلاصة فإن التكامل الخليجي واستثمار عناصر القوة العسكرية والحماية من الأخطار المختلفة ومنها النووية هو التحدي الحقيقي و يمثل أحد الدروس من الروس في حربهم مع أوكرانيا!، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.
Twitter @Alsadhankw