مواطن فتح ديوانه مقابل المدرسة لأولياء الأمور وأنشأ ملعباً يستوعب الصغار في انتظار «الهدّة»

... نخوة الجار

13 أكتوبر 2022 10:00 م

- علي الكندري لـ «الراي»:
- لم يهن عليّ أن أرى الناس في الشمس ففتحت ديواني لاستضافتهم وإكرامهم
- شركات تغذية ومطاعم اتصلت بي للتبرع بإحضار الفطائر والأطعمة
- أنشأت مواقف للناس في الفناء الخلفي وجيراني فرحوا بهذه المبادرة

في بادرة اجتماعية تجاوزت مكان الإستراحة إلى حس إنساني أبعد وأعمق، فتح المواطن علي الكندري ديوانه المقابل لمدرسة الإدريسي الابتدائية للبنين، في منطقة جابر الأحمد، لأولياء الأمور، حيث يستضيفهم، في انتظار «هدّة» أبنائهم من المدرسة، ووظف سائقه الخاص أكرم لخدمتهم، حيث يقدم أطباق التمر والحلويات والشاي والقهوة.

مبادرة الكندري تعبر عن حسّ إنساني وشعور وطني ووعي مجتمعي، في التخفيف من معاناة الناس، «فلم يهن علي رؤيتهم وهم ينتظرون أبناءهم في الشمس، ففتحت ديواني لهم وأنشأت ملعب كرة قدم للأولاد الذين يكونون برفقتهم».

وقال علي الكندري (أبو محمد) لـ«الراي»، خلال جولة في ديوانه أمس، «أنشأت الديوان منذ 4 سنوات بالتزامن مع افتتاح المدرسة، لكن فكرة استقبال الأهالي جاءت منذ أسبوعين، مع مطلع العام الدراسي الحالي، حين رأيت الآباء يقفون في الحر ففتحتها لخدمتهم ولوجه الله، ولا أريد تسليط الأضواء على ذلك، ولا أبتغي الجزاء إلا من الله»، مؤكداً أنه «بسبب الازدحامات مع بداية العام الدراسي، أنشأت أيضاً مواقف سيارات في الفناء الخلفي لمنزلي، وجيراني فرحوا بهذه المبادرة جداً وهم من رواد الديوانية بشكل شبه يومي».

وأوضح أبو محمد أن «فكرة إنشاء ملعب كرة قدم للأولاد جاءت بعد أن رأيتهم يلعبون بين السيارات وبطريقة ربما تكون خطرة عليهم، فأردت أن يستمتعوا باللعب في جو آمن، خصوصاً أننا مقبلون على فصل الشتاء»، مشيراً إلى أن «شركات تغذية اتصلت بي للتبرع بإحضار الفطائر والأطعمة للأهالي، واتصل بي مسؤولون في الدولة شاكرين هذا العمل».

وأضاف «اشتريت مكيفات إضافية للديوان، بعد أن بلغ رواده ما بين 25 و30 ولي أمر يومياً، فيما تجتمع بعض السيدات في الفترة الصباحية على (دلّة القهوة) وأرجو من جميع الأهالي جيران المدارس أن يساهموا بالتخفيف من معاناة الناس، لأن العملية لا تستغرق بأكملها سوى ساعة واحدة فقط».

أولياء أمور: فعل كريم من رجل كريم

أثنى عدد من أولياء الأمور على مبادرة الكندري الطيبة، مؤكدين أنه «فعل كريم من رجل كريم، جزاه الله خيراً وكثر من أمثاله».

ووصف أبو عبدالرحمن الظفيري صاحب الديوان بأنه «من خيرة سكان جابر الأحمد وأعرفه منذ زمن، وديوانه قديم ولكن اللوحة جديدة التي علقها جذبت الكثير من أولياء الأمور إلى الديوان في فترة الظهيرة للاستراحة».

كما وجه محمد الثلاب الشكر للكندري «على البادرة النابعة من إحساس هذا المواطن بمعاناة أولياء الأمور. فأنا لدي ولد واحد في هذه المدرسة، وكنا نتمنى أن تكون هذه المبادرة من وزارة التربية»، راجياً أن«تخصص أماكن في المدارس للاستراحة يتجنب الناس خلالها الأجواء الحارة في فصل الصيف».

وأيده عبدالكريم الجنفاوي الذي أكد وجود ازدحامات أمام المدرسة «لكن صاحب الديوان جزاه الله خيراً حل المشكلة بهذه اللفتة الطيبة فكّثر الله من أمثاله».

وتحدث جمع آخر من أولياء الأمور منهم مزيد العنزي ومحمد الحيدر ومحمد الظفيري عن الأثر الطيب لهذه المبادرة، مؤكدين أنها من الأعمال الطيبة التي تعزز صلات الرحم بين الناس وتنشر المروءة وتكون منبعاً للقيم النبيلة التي ترتقي بالمجتمعات.

لا شكاوى من الجيران

نفى الكندري وجود أي شكاوى من جيرانه، بسبب افتتاح الديوانية «بل على العكس كانوا يتركون مواقف منازلهم للناس، إلى أن أنشأت مواقف سيارات في الفناء الخلفي للمنزل، وهم من رواد الديوان وفرحون بهذا العمل».

موقف طريف

روى الكندري موقفاً طريفاً حدث معه، فقال «كنت أقف أمام الديوان في أحد الأيام، فدعاني ولي أمر للدخول، وقال لي (حياك تقهوى) فدخلت وتقهويت، وشكرته وهو لا يعلم أني صاحب البيت».