قال كبير المستشارين الاقتصاديين لمجموعة أليانز، محمد العريان، إن المملكة المتحدة يجب أن تتراجع عن وعودها بخفض الضرائب، وذلك في إشارة إلى تدخل آخر في السوق أول من أمس من بنك إنكلترا.
وأضاف العريان في مقابلة مع راديو «بي بي سي»، أن المملكة المتحدة في وضع هش للغاية خصوصاً عند حديث بنك إنكلترا عن الاستقرار المالي.
ويأتي ذلك، بعد أن حذر بنك إنكلترا من مخاطر مادية على استقرار المملكة المتحدة بسبب انخفاض أسعار السندات الحكومية - وهي أداة رئيسية تجمع بها الحكومة الأموال، والتي يُنظر إليها عادةً على أنها من بين أكثر الاستثمارات أماناً.
وأوضح العريان أنه عندما يصبح العائد، أو سعر الفائدة على السندات الحكومية، غير منظم، يبدأ سوق الرهن العقاري في مواجهة المشاكل، مما يدفع الناس إلى القلق في شأن مستقبلهم الاقتصادي.
لذا فهم يبدؤون في تغيير سلوكهم، وإذا لم تكن حريصاً، فلن يقلق الشخص العادي فقط في شأن ما إذا كان أطفالهم يمكن أن يكونوا في وضع أفضل في المستقبل، بل سيقلقون في شأن ما إذا كان بإمكانهم الحفاظ على مستوى معيشتهم الآن.
وبعد ذلك يمكنك إطلاق العنان لوحش التدهور الاقتصادي المعزز ذاتياً للعمل والذي من الصعب جداً عكسه».
وأضاف العريان أن المملكة المتحدة بحاجة إلى العودة إلى السبب الأول، لأن السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في رأيه هو إعلان الحكومة عن تخفيضات ضريبية كبيرة للغاية غير ممولة.
وقال: «ما عادوا إليه يؤثر فقط على نحو 5 في المئة مما تم الإعلان عنه.
ولا أرى بديلاً، لكن الحكومة تقول لن نخفض الضرائب الآن وقد نخفضها في المستقبل.
والبديل الذي تم الحديث عنه - تخفيض الإنفاق للتعويض عن التخفيضات الضريبية - من شأنه أن يتسبب في الواقع في ضرر كبير ولن تبتلع الأسواق البديل المتمثل في خفض الإنفاق. الحكومة بحاجة إلى التراجع عن وعودها بخفض الضرائب».
واقترح العريان إعادة الخفض الأساسي لضريبة الدخل، لأن هذا هو الثمن المكلف حقاً».
وقال: «تدخل بنك إنكلترا، وهذا تناقض مع سياساته الخاصة بمكافحة التضخم من أجل تحقيق الاستقرار في الأسواق.
ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تعود اضطرابات السوق، لكن الحكومة، يجب أن تعود إلى أساسيات المشكلة».
ولا يثق العريان كثيراً في أن الناس يعتقدون عموماً أن التخفيضات الضريبية في حد ذاتها ستشجع النمو، ومن المؤكد أنها لن تحفز النمو في خضم الاضطرابات المالية.
وذكر أن «ما يحفز النمو هو الإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية وتهدف إلى اقتصاد أكثر كفاءة»، مبيناً: «هؤلاء يجب أن يبقوا وعلى الحكومة ألا تهددهم بالسعي وراء شيء آخر يتسبب في اضطراب مالي».
وتوقع العريان أن تظل الأسواق متوترة مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، واضطراب أسواق الرهن العقاري وسط تراجع ثقة المستهلك والأعمال، لافتاً إلى أن «كل هذا لا يعني في النهاية فقط انخفاض النمو الفعلي، ولكن أيضاً انخفاض النمو المحتمل. وهذا يتعارض مع ما تحاول الحكومة القيام به».