قوبل التوجه الجديد لوزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية نحو تفعيل ماجاء بقرار مجلس الوزراء بتوجيه موارد العمل الخيري إلى داخل الساحة الكويتية، بما يخدم المجتمع ويعود بالنفع على جميع الفئات التي تحتاج لتقديم العون والمساعدة لها، بترحيب واسع في أوساط العمل الخيري والمجتمعي.
ومع هذا الترحيب من الجمعيات الخيرية بتعميم وزارة الشؤون، عبر القائمون على تلك الجمعيات والأعمال الخيرية عن الأمل ألا يؤثر التوجه الجديد على مسار الخط الإنساني للكويت في مساعدات الدول الشقيقة والصديقة والبلدان الفقيرة.
ورأى رؤساء مجالس إدارات لبعض الجمعيات، والقائمون على الأعمال التطوعية والخيرية أن هذا التوجه سيساعد الأسر المتعففة ويقضي على حالات العوز بين المواطنين والمقيمين، مؤكدين في الوقت نفسه أن عملهم السابق لم يكن بمنأى عن الساحة المحلية، حيث كانت الجمعيات تخصص نسباً كبيرة من عملها إلى الداخل. وأشاروا إلى ما نفذته جمعياتهم من حملات وبرامج استهدفت بها المحتاجين داخل الكويت، بالتوازي مع عملهم الإنساني الخارجي.
«الراي» رصدت آراء عدد من القائمين على الجمعيات الخيرية حول تعميم وزارة الشؤون الاجتماعية إلى رؤساء مجالس إدارات الجمعيات الخيرية.
«وضعت خطة استراتيجية شاملة وواضحة ترسم احتياجات المستفيدين»
سعد العتيبي: منذ 44 سنة تدعم «نماء» التعليم والصحة ومساعدة ذوي الحاجة
أفاد الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي سعد مرزوق العتيبي، بأن «نماء تعمل داخل الكويت لأكثر من 44 سنة، ولها جهود كبيرة لدعم المشاريع الداخلية، حيث تتبنى دعم التعليم والصحة ومساعدة ذوي الحاجة من كبار السن والايتام وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم ممن تنطبق عليهم الظروف القاسية».
وأوضح أن «نماء وضعت خطة استراتيجية شاملة وواضحة ترسم احتياجات المستفيدين، وحسن استخدام الموارد المتاحة للمساهمة في التنمية الشاملة المستدامة في البلاد، وبدأت في عمل الخطة على العديد من المحاور منها التعليمية والصحية وغيرها من المشروعات، وسعت إلى مواكبة هذه الخطة بأعمالها وخططها».
وعن الكتاب الصادر من وزارة الشؤون في شأن توجيه الأموال غير المشروطة الى داخل الكويت، قال العتيبي «نحن فعليا نقوم بذلك ونهتم بالمشاريع الداخلية، بنسبة تصل الى 70 في المئة، ونعمل خارج الكويت بنسبة 30 في المئة، فلدينا العديد من المشروعات المختلفة داخل الكويت، منها التعليمية والصحية وكفالة الأيتام والطلبة إضافة إلى المشروعات الموسمية المختلفة».
وأضاف أن «نماء لديها أكثر من 1000 يتيم يتلقون الكفالة الشهرية، وتجاوز عدد المستفيدين من مشروع إطعام الطعام خلال 2021 حاجز 52 ألف مستفيد داخل الكويت، ومشروع صيانة وتركيب البرادات والثلاجات 992 مستفيداً، وتم تقديم العلاج لـ55 مريضاً بالسرطان داخل الكويت، و127 مريضاً بالروماتويد، و31 مريضاً بالتصلب العصبي، واستفاد 1386 طالباً من مشروع (علمني ولك أجري) و1343 من مشروع (الحقيبة المدرسية) وتم تقديم 4440 وجبة لإفطار، و590 أسرة استفادت من مشروع (برد عليهم) وأكثر من 1000 أسرة من مشرع (شتاءً دافئاً) وتم توزيع أكثر من مليون وسبعمئة ألف عبوة مياه، وكل هذه المشاريع داخل الكويت خلال 2021 فقط».
وأكد إيمان نماء بأهمية العمل داخل الكويت ومستمرة في ذلك، مشيراً إلى أن «نماء تتبنى رسالة بأننا نساعد الناس على مساعدة أنفسهم، وهذه الاستراتيجية تساعد في التنمية الحقيقية للإنسان وتقوم عليها حل المشاكل، وليست المشروعات الموسمية فقط التي من الممكن أن تكون فقط مساعدة وقتية.
أما المشروعات التنموية والدخول في قضايا التعليم من خلال كفالة الطلبة ودعم طلبة العلم في الجامعة، فإنها تحدث تغييراً حقيقياً في المجتمعات التي نعمل فيها، والمستهدف أن ننتقل من فكرنا الإغاثي إلى فكرنا التنموي في المساعدة، هو أحد الأدوار الرئيسية التي تقوم عليها نماء في تنفيذ مشاريعها التي تستهدف الاهتمام بالإنسان ونقله من مرحلة العوز إلى مرحلة الاكتفاء».
«غالبية الجمعيات تطالب بتطبيق قاعدة الأقربون أولى بالمعروف»
الصراف: لماذا تذهب الأموال للخارج وفي الداخل من هم أشدّ حاجة؟!
قال رجل الأعمال رئيس جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية أحمد الصراف إن غالبية أعمال الجمعيات الخيرية خارج الكويت عليها علامة استفهام، نتيجة ضعف الرقابة الحكومية على مشاريع الخارج.
وأشار إلى أن «مجالس إدارات غالبية الجمعيات الخيرية مؤمنون بدينهم الذي يطالبهم بتطبيق قاعدة (الأقربون أولى بالمعروف)، فلماذا يذهبون بأموالهم إلى الخارج، وفي داخل الكويت من هم في أشد الحاجة لمساعداتهم؟ أقول ذلك من واقع خبرة، فالمشاريع الخارجية، التي يدعون القيام بها، هي في غالبها، ذات نفع قليل فلم نسمع بجمعية بنت مدرسة عادية، وغير مرتبطة بحزب سياسي ديني».
وأضاف الصراف «لا أرى سبباً لسفر أعضاء الجمعيات الخيرية للخارج لتقديم العون لمرضى ومحتاجين من دولة معينة، ولدينا مواطنون من نفس الدولة في الكويت بأمس الحاجة للمساعدة.
وإذا كانوا لا يعرفون المحتاجين في الكويت، فأنا على استعداد لأن أدلهم عليهم». وتابع «لا تصدق من يقول إن الجمعيات الخيرية تعكس الصورة الإنسانية للكويت لأنه بكل بساطة المشاريع تقتصر على حفر الآبار وبناء دورعبادة وتجهيز دعاة، ومن يستفيدون من هذه المشاريع، إن وجدت، لا يعرفون أين تقع الكويت أصلاً، فالتوجه إلى الخارج من قبل بعض الجمعيات الخيرية هو للهروب من المراقبة والمحاسبة، وليس لرفع اسم الكويت إنسانياً».
«إيماناً بمبادئ شريعتنا التي تحث على روح التكافل»
العجمي: توجيه معظم التبرعات غير المشروطة إلى المجتمع المحلي
أشاد رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الدكتور ناصر العجمي، بقرار وزير الشؤون بتوجيه أموال التبرعات غير المشروطة إلى الداخل، مؤكداً أنه قرار صائب وفي محله، وهو ما يعمل به الاتحاد والجمعيات والمبرات التابعة له منذ سنوات، إذ توجه التبرعات التي تحصل عليها المؤسسات الخيرية إلى داخل البلاد، دعماً لحالات الأرامل والأيتام والأسر المتعففة والفقيرة الأكثر احتياجاً.
وقال العجمي، في تصريح صحافي، إن «الاتحاد حريص على الاطلاع على قرارات وتعاميم وزارة الشؤون للقيام بتنفيذها على الوجه الأمثل، كونها الجهة المشرفة والمنظمة للعمل الخيري، ولدورها الكبير في تطويره ترجمة لاهتمام القيادة السياسية بدعم الأعمال الخيرية ونشرها في البلاد وفي أرجاء العالم المختلفة».
وجدد تأكيده على أن«الاتحاد ماضٍ في عمله الذي يتمثل في التنسيق بين المبرات والجمعيات التابعة، لتوجيه معظم التبرعات غير المشروطة إلى المجتمع المحلي، إيماناً بمبادئ شريعتنا الإسلامية التي تحث على إحياء روح التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد، وتقوية روابط المحبة بينهم، ما يدفع نحو مزيد من الأمن والاستقرار».
وذكّر باستجابة الجمعيات الخيرية الكويتية للنداء السامي لسمو الأمير الراحل للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد، إذ تضامنت جميعها دعماً للجهود الحكومية في مواجهة فيروس كورونا المستجد وتداعياته الاقتصادية على المجتمع الكويتي، ووجهت تبرعاتها آنذاك للعمالة المتضررة والأسر المحتاجة داخل الكويت ودعمت الوزارات والمؤسسات الحكومية من خلال تأسيس وتسيير وتوفير الدعم اللوجستي للمراكز الصحية ومراكز الحجر الصحي.
وخلص العجمي إلى أن «الاتحاد يسعى إلى توحيد جهود الجهات التابعة له لخدمة المجتمع المحلي في المقام الأول»، لافتاً إلى أنه لا يوفر أي فرصة في رفد الجهات المحلية وتوفير الخدمات المساندة لها.
«نفذنا حملات مليونية شملت آلاف الأسر»
الحمد: 60 في المئة من نشاط «النجاة»... محلي
أكد عضو مجلس الإدارة بجمعية النجاة الخيرية الدكتور رشيد الحمد، أن الجمعية تنفذ أكثر من 60 في المئة من إجمالي مشاريعها الإنسانية والتعليمية والغذائية والطبية والتنموية والتوعوية داخل الكويت، معتبراً أن تغطية داخل الكويت أولوية بالنسبة للنجاة الخيرية وأخواتها من الجمعيات الخيرية الأخرى، وجزءاً من واجبهم الوطني والإنساني ودعماً للأمن المجتمعي.
وأضاف الحمد أن «جمعية النجاة الخيرية من أكبر الجمعيات الخيرية التي حققت إسهامات جليلة داخل المجتمع الكويتي، من خلال تحركها الميداني السريع لدعم الأسر المتضررة من جائحة كورونا، ومساندة الدولة في هذا الظرف العصيب، بجانب التواجد الميداني الكبير والمشهود للجمعية في المناطق المعزولة، حيث زادت مساعدات الجمعية خلال أزمة كورونا داخل الكويت عن 1.6 مليون دينار. وعملت الجمعية في مسارات عدة منها تقديم الدعم للمؤسسات الرسمية حيث تم توفير 267.791 وجبة للمحاجر والأطقم الطبية، والمساهمة في تجهيز صالة الفحص بأرض المعارض بنحو 1000 كرسي و12 دورة مياه متنقلة، وتجهيز مستشفى ميداني في المهبولة، بتمويل من بيت الزكاة، وتقديم السلال الوقائية للمواطنين العالقين في الخارج».
وتابع «حققت جمعية النجاة السبق في تنفيذ الحملات المليونية داخل الكويت، مثل (أبشروا بالخير) والتي استفاد منها آلاف الأسر، في ما يتعلق بملف سداد الإيجارات عن الأسر المتعففة، وحملة (اعطه قلماً) التعليمية والتي ساهمت في توفير التعليم لمئات الطلبة المعسرين داخل الكويت، بجانب لجنة طالب العلم والتي قدمت مساعدات مادية لأكثر من 50 ألف طالب علم داخل الكويت.
والدور التوعوي الكبير الذي تقوم به لجنة التعريف بالإسلام، تجاه شريحة الجاليات الوافدة غيرالعربية والتي تعرفهم بقوانين وعادات وتقاليد الكويت، وغيرها من الحملات الخيرية الأخرى التي لاقت إقبالاً كبيراً من أهل الخير، وساهمت في تخفيف معاناة المستفيدين. حيث تعمل الجمعية على مضاعفة جهودها الإنسانية داخل الكويت في شتى المجالات».
وقال «قدمت جمعية النجاة الخيرية مساعدات للأسر المحتاجة داخل الكويت، استفاد منها 5400 أسرة خلال النصف الأول من عام 2022، ونقدم مشاريع مميزة للمستفيدين، منها مشروع(الله يبرد عليك) الخاص بتوزيع الأجهزة الكهربائية للأسر الفقيرة، وكذلك توزيع السلال الرمضانية والكوبونات الغذائية وزكاة الفطر ولحوم الأضاحي وغيرها من الأنشطة والفعاليات الأخرى».
عادل العازمي: هناك جمعيات متخصصة تقصر عملها على الداخل
قال رئيس فريق التآخي التطوعي عادل العازمي إن«الجمعيات الخيرية في الكويت لها قسمان (مساعدات داخلية، مساعدات خارجية) وكل جمعية تعمل في شقين، لذلك وزارة الشؤون وجهت بزيادة المساعدات الداخلية وليس منع المساعدات الخارجية نهائياً».
وأكد العازمي أنه «من الأمور الطيبة أن وزارة الشؤون على دراية واطلاع تام لعمل الجمعيات الخيرية، وهي تتابع العمل الخيري بكل دقة وتقدم مجموعة اقتراحات مدروسة بهدف الحفاظ على استمرارية الأعمال الخيرية والإنسانية التي تعكس صورة الكويت خارجياً، لما لها من سمعة طيبة وتسميتها دولة الإنسانية من خلال أعمال الإغاثة في الخارج».
وأكد أن «هناك جمعيات متخصصة، وعملها محصور على المساعدات في الداخل فقط، وهناك جمعيات تشطر العمل بين الداخل والخارج، فكل جمعية تعمل وفق نظام وخطط مدروسة لايصال هذه الأمانات إلى أهلها». «70 في المئة من جهودنا في الداخل و30 للخارج».