أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة، محمد الصقر، أن القضية الفلسطينية والقدس هي قضية عقيدة وانتماء بالنسبة للكويت شعباً وحكماً وحكومة، وقضية إنسانية وأخلاقية، ووطنية بقدر ما هي قضية فلسطينية وعربية.
كلام الصقر جاء خلال استقبال وفد صندوق وقفية القدس برئاسة رئيس مجلس أمنائه صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس إدارة الصندوق منيب المصري.
وقال الصقر إنه رغم النكبات العديدة والشديدة التي مرّت على العالم العربي في العقدين الأخيرين، فإن قضية فلسطين ستبقى القضية العربية الأم، لأنها مازالت المحرّك الأساس وراء معظم أحداث المنطقة، ولأنها مازالت بشكل أو بآخر مؤثرة بكل الدول العربية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأضاف الصقر «كرئيس لغرفة التجارة والصناعة، أشعر باعتزاز كبير بأن هذه الغرفة بكل ما تمثله ومن تمثله كانت دائماً في طليعة الجهات الداعمة للقدس وأهلها، وفلسطين وشعبها مالياً وبحثياً وإعلامياً، ولعلها الغرفة الوحيدة التي أصدرت طابعاً مالياً على معاملاتها خُصّص ريعه لفلسطين، كما تعاونت مراراً مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي لتقديم المساعدات الإنسانية والتعليمية، إذ كان آخر نماذج هذا التعاون المساهمة في إعادة إعمار حي الشيخ جرّاح بعد تعرّضه للعدوان السنة الماضية».
نشاط معروف
من جانبه، شكر الفيصل «الغرفة» على ما تقوم به من أعمال لفلسطين وشعبها، ولنشاطها المعروف في جميع أنحاء العالم في النواحي الإنسانية، لافتاً إلى أنها تتميّز بالجهود الإنسانية وبالعمل الطيّب.
وأضاف الفيصل «حضرنا هذه الأيام لتقديم وثيقة ملكية مبرة الشيخ صباح الأحمد الصباح في مدينة القدس، والتي قام بها أبناء القدس عرفاناً بجميل الكويت وسمو الأمير الراحل، لما كان يقوم به باستمرار عملها ودعمها للشعب الفلسطيني، ويسعدني أن أرى حفيد الشيخة سعاد الصباح والتي كانت أول متبرعة لوقفية القدس عندما اجتمعنا هنا في الكويت منذ سنوات».
تعزيز الصمود
من ناحيته، أثنى المصري على تنظيم اللقاء الذي سيساهم في دعم أهداف صندوق وقفية القدس والنهوض بمدينة القدس وتعزيز صمودها، أمام ما تواجهه من محاولات تدمير واقتلاع وتهجير لسكانها ومصادرة أراضيها، مؤكداً أهمية العمل المشترك لتنفيذ الخطط والبرامج المطلوبة لإنقاذها.
وأكد المصري أن صندوق وقفية القدس نجح في 7 سنوات بالعمل وكفالة تعليم مئات الطلبة وترميم مئات المنازل، ودعم عشرات المؤسسات الصحية والثقافية والتعليمية، وشراء ووقف عقارات عدة، لافتاً إلى أن الصندوق قرّر توحيد الجهود وتعزيزها من خلال البنك الإسلامي للتنمية، وليكون كل مسلم قادراً على أن يساهم في التبرع الوقفي المسترد بعد 10 سنوات أو من خلال المنح أو الاستثمار.
ولفت المصري إلى أن القدس تعاني كل يوم وأن الاحتلال يستهدف الحجر والشجر والبشر، ويسعى لتهجير الشعب الفلسطيني، مبيناً أنه من الواجب المساهمة في تعزيز صمود المقدسيين على أرضهم.
واقترح أن تتبنى غرفة التجارة والصناعة حشد 10 ملايين دينار لدعم مشاريع خيرية وتنموية، وإطلاق مبادرة مشتركة للاستثمار في بناء 1000 وحدة سكنية في مدينة القدس، بين رجال الأعمال الفلسطينيين والكويتيين والسعوديين والأردنيين بشكل أولي، على أن يكون استثماراً وطنياً يهدف لتعزيز صمود المقدسيين وثباتهم، معرباً عن أمله بأن يتم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة هذا البرنامج.
وثيقة تأسيس
من ناحيته، استعرض عضو وفد وقفية الأقصى طاهر الديسي، وثيقة تأسيس وقف الشيخ صباح الأحمد الصباح التعليمي في القدس.
وقال «كما كان دور الشيخ صباح الأحمد ثابتاً في دعم فلسطين وشعبها، إذ لم يدخر جهداً في يوم من الأيام، إلا ورفع صوته عالياً من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ونصر قضيته العادلة، فسار قادة الكويت وشعبها من بعده على ذات الدرب والمسيرة».
وأضاف «من باب الوفاء لأهل الوفاء ورد الجميل لصاحب المواقف المشرفة، فقد حررت هذه الوثيقة شكراً وعرفاناً واعترافاً بمكانة وحضور الكويت وأميرها الراحل في قلوب الفلسطينيين جميعاً».
وأعلن الديسي أنه في 22 أغسطس الجاري تم تأسيس وقف الشيخ صباح الأحمد الصباح في مدينة القدس قرب المسجد الأقصى، بتبرع من مؤسسة التعاون وصندوق ووقفية القدس». مشاريع الصندوق
تم تقديم عرض يشرح مشاريع صندوق تمكين القدس، وفيديو عن تقريره السنوي وأهدافه التي ترمي لتحقيق التنمية في القطاعات المختلفة في مدينة القدس، بما يحافظ على الهوية الوطنية والصمود الفلسطيني في القدس.
وتم تقديم عرض برنامج المغفور له الشيخ صباح الأحمد الصباح الوقفي والخيري في مدينة القدس الشريف، وهو برنامج لمساندة المقدسيين وتعزيز صمودهم، وجسر خير بين القدس والكويت.