هدّدت روسيا، بإغلاق أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، بعد تعرضها لقصف على الخطوط الأمامية لجبهة أوكرانيا، في حين اتهمتها كييف، بالتجهيز لبعض أنواع «الاستفزاز».
وبينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن إلحاق ضرر بمحطة زابوريجيا النووية سيكون بمثابة «انتحار»، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال قمة ثلاثية، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مدينة لفيف (غرب)، من خطر حصول كارثة «تشرنوبيل أخرى».
كما رفضت موسكو دعوات دولية لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا (جنوب)، ونشرت مقاتلات مزودة صواريخ فرط صوتية في كالينينغراد، وأكدت أنها لن تستخدم ترسانتها النووية إلا في «حالات الطوارئ»، مشددة على أن لا مصلحة لديها في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي.
وأعلنت وزارة الدفاع في بيان «في إطار اتخاذ تدابير استراتيجية للردع الاضافي، أعيد نشر ثلاث طائرات ميغ-31 مزودة صواريخ فرط صوتية في مطار تشكالوفسك في منطقة كالينينغراد».
وأضافت أن الطائرات الثلاث ستشكل وحدة قتالية «عملانية طوال 24 ساعة».
والصواريخ البالستية فرط صوتية «كينجال» وتلك العابرة «زيركون» تندرج في إطار أسلحة جديدة طورتها روسيا ويعتبر رئيسها فلاديمير بوتين أنها «لا تقهر» لأنها تستطيع الالتفاف على أنظمة دفاع العدو.
من جانبه، دعا زيلينسكي، الذي ناقش الوضع في المحطة مع غوتيريس واردوغان، في لفيف، المنظمة الدولية إلى ضمان نزع السلاح من المنطقة المحيطة بالمحطة النووية وحمايتها.
وكتب على تطبيق «تلغرام»، متهماً روسيا «بالابتزاز النووي»، «يمكن أن يكون لهذا الإرهاب المتعمد من جانب المعتدي عواقب كارثية عالمية على العالم بأسره».
وقال غوتيريس، «يجب عدم استخدام المنشأة ضمن أي عملية عسكرية. وبدلاً من ذلك، هناك حاجة ماسة إلى اتفاق لإعادة إعمار البنية التحتية المدنية في زابوريجيا ولضمان سلامة المنطقة».
واعتبر زيلينسكي، زيارة أردوغان، إلى لفيف «رسالة دعم قوية»، مشيراً إلى أنه ناقش مع نظيره التركي مسألة تصدير الحبوب والوضع في زابوريجيا.
وأكد الرئيس التركي دعم بلاده لأوكرانيا، مبدياً قلقه من خطر حصول كارثة «تشرنوبيل أخرى».
وذكرت «وكالة الأناضول للأنباء» الرسمية التركية، أن أنقرة وكييف وقعتا اتفاقاً لإعادة إعمار البنية التحتية في أوكرانيا.
من جانبها، اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أمس، روسيا بالتجهيز لبعض أنواع «الاستفزاز» عند المحطة النووية، وذلك بعد ساعات من إعلان موسكو عن احتمال وقوع كارثة من صنع البشر، واتهمت كييف والغرب بالتخطيط لـ «استفزاز».
وذكرت الوكالة ان لديها معلومات تفيد بأن العاملين في شركة «روساتوم» النووية الروسية غادروا الموقع وبأن المنشأة ستغلق أمام الجميع باستثناء طاقم التشغيل.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الدعوات لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المحطة «غير مقبولة»، بينما هددت وزارة الدفاع بغلق المحطة إذا تعرضت لهجمات أخرى.
كما حذرت وزارة الدفاع، من أن الإشعاع يمكن أن ينتشر ليغطي دول البلطيق والدول الاسكندنافية، «إذا ما أطلق ربع مكونات مفاعل واحد فقط من المفاعلات الستة في محطة زابوريجيا النووية».
وقدم رئيس قوات الحماية من الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية في القوات الروسية، الفريق إيغور كيريلوف، أمس، خريطة بالتوزيع المتوقع للمواد المشعة في حال إطلاقها من المحطة الأكبر من نوعها في أوروبا.