وقائع

حلول تعليمية... الأسرة والمُتعلّم

25 يوليو 2022 10:00 م

ناقش العديد من الأكاديميين في الفترة الماضية مظاهر المشكلات التعليمية التي يمرُّ بها المعلمون، وطال النقاش في سرد تلك المشكلات وأسبابها ومظاهرها... إلا أن الحلول لم تأخذ الحيز الكافي من تلك النقاشات، وفي سلسلة مقالاتي المقبلة سأذكر العديد من الحلول لما نعانيه في الأزمة التعليمية مقسّمة على أربعة أقسام رئيسية وهي (المُعلّم - المنهج - الإدارة التربوية - الأسرة والمتعلّم).

الأسرة والمتعلم هي الجهة المتلقية لمحصول العملية التعليمية، فهي تتلقى النظام التعليمي المعد من قبل المتخصصين والإداريين في الوزارة، وبهذا فالأسرة ليست مسؤولة عن أي تقصير في المناهج أو تقصير في أداء المعلم أو الإدارة المدرسية، وبالتالي يمكن القول إن دور الأسرة والمتعلم هو دور إرشادي ورقابي مهم جداً، ففي النهاية المتعلم هو الإنسان الذي نريد بنيانه في العملية التعليمية ليخدم الوطن ويساهم في نهضته، وفي ما يلي مفاهيم جداً مهمة للأسرة والمتعلم يجب أن تغرس في عقولهم وتترجم بأفعالهم.

1 - يجب على الأسرة أن تدرك بأن أي مساعدة لابنها في الغش أو تزوير الإجابات والدرجات هي هدم لإنسانيته ومستقبله الحقيقي، فهم صنعوا منه إنساناً عديم الكفاءة يعتمد على الطرق الملتوية لتحقيق غاياته... فأنتم المسؤولون عن نزاهة أبنائكم وجودة تعليمهم.

2 - يجب على الأسرة أن تكون على تواصل دائم مع الإدارة المدرسية والمعلم ومتابعة أي طارئ تعليمي يحدث لأبنائهم لإيجاد حلول تعليمية لهم قبل فوات الأوان.

3 - ازرعوا في أبنائكم الطموح والأمل في مستقبل ناجح، شجّعوهم على الاجتهاد والمثابرة والاهتمام في العلم والدراسة، فهي ستحدد وظيفتهم في المستقبل وحياتهم المعيشية وضمان الحياة الكريمة لهم.

4 - خذوا أبناءكم لرحلات عائلية إلى الجامعات (خصوصاً مرحلة الثانوية) وبيئة العمل التي يرغبون في الانضمام لها فهذا يزرع الأمل والطموح عندهم بشكل كبير حيث إنه يخلق تصوراً ذهنياً في عقل الطالب عن مستقبله فيسعى لتحقيقه.

5 - كونوا قريبين من أبنائكم واسألوهم عما قد تعلموه في المدرسة والمواقف التي مرّوا بها، علّموهم كيف يحلّون مشاكلهم ويعتمدون على أنفسهم، وازرعوا فيهم الثقة بالنفس.

هذه كانت أبرز الحلول المقترحة للوقت الحالي على الأقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه... لا شك أن هناك حلولاً تعليمية أعمق بكثير تخص الأسرة والمتعلم وفي اعتقادي يجب أن يتم تنظيم مؤتمر وطني لتطوير التعليم حتى نسمع حلولاً تعليمية أكثر ونستفيد من تجارب دول أخرى في نهضة التعليم لديهم.

في الختام، نهضة التعليم تعني استدامة الدولة وضمان مستقبلها.