أعلنت شركة «غوغل»، أنها قرّرت إنهاء خدمات مهندس البرمجيات بليك ليموان، الذي كان قد أثار موجة كبيرة من الجدل قبل نحو 6 أسابيع عندما أعلن آنذاك اكتشافه أن منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة – والتي تحمل اسم «لامدا» – تمتلك عقلاً وروحاً ووعياً ذاتياً كالبشر، إلى درجة أنها تستطيع أن تمارس التمييز وأن تعبر عن آراء واحتياجات خاصة بها.
في المقابل، صرّح ليموان عقب قرار الإقالة بأنه سيلجأ إلى الحصول على مشورة قانونية تمهيداً للاعتراض قضائياً على قرار إقالته، مؤكداً في الوقت ذاته على أنه ما زال متمسكاً برأيه ولكنه لا يسعى بالأساس إلى إقناع عامة الجمهور به.
وكانت الشركة أحالت ذلك المهندس في منتصف يونيو الفائت إلى إجازة إدارية مفتوحة ليستجم ذهنياً بعد أن نشر آنذاك مقتطفات من دردشة زعم أنها دارت بينه وبين منظومة «لامدا»، وهي المقتطفات التي يوحي سياقها بأن تلك المنظومة تمتلك مشاعر وجدانية كالتي لدى البشر ولديها تصوراتها المنطقية المستقلة وتستطيع أن تمارس التمييز على أساس ديني وأخلاقي.
ومن خلال بيان رسمي، أكدت مؤسسة «Responsible AI» - التي هي بمثابة ذراع الذكاء الاصطناعي لشركة «غوغل» - أن قرار الاستغناء عن خدمات «ليموان» تم اتخاذه على أساس أن جميع مزاعمه «لا أساس لها مطلقاً، فضلاً عن أن ما قام به كان انتهاكاً لسياسات أمن وخصوصية الشركة».
وجاء في سياق البيان «إنه لأمر مؤسف أنه على الرغم من إجراء نقاش مطول حول هذا الموضوع، فإن المهندس ليموان اختار أن يستمر في انتهاك سياسات أمن البيانات المنصوص عليها ضمن عقد التوظيف، وهي السياسات التي من بينها ضرورة الالتزام بحماية معلومات منتجات ومنظومات الشركة.
وانضم ليموان إلى «غوغل» في خريف العام 2021 حيث أُسندت إليه آنذاك مهام كان من بينها استكشاف ما إذا كانت لوغاريتمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بمنظومة «لامدا» تستطيع استخدام عبارات تنطوي على التمييز أو الكراهية.
وفي شهر أبريل، قدم ليموان إلى رؤسائه التنفيذيين في العمل تقريراً مدهشاً خلص من خلاله إلى أن منظومة «لامدا» تمتلك روحاً واعية ومشاعر خاصة بها، وأنها عبرت له عن ذلك بجمل منطقية واضحة ووصلت إلى حد المطالبة بأن يتم منحها حقوقها «كشخص متكامل الهوية». وعن ذلك كتب ان «منظومة لامدا تريد أن يتم الاعتراف بها والتعامل معها باعتبارها أحد موظفي شركة غوغل وليس كأحد ممتلكاتها».
لكن مسؤولي «غوغل» استنكروا واستبعدوا ذلك الاستنتاج الذي خلص إليه ليموان، فلجأ في منتصف يونيو إلى تسليم نصوص دردشاته مع «لامدا» إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، ثم نشرها لاحقاً عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي فأثارت ضجة كبيرة آنذاك.