انخفضت أسعار الوقود في الولايات المتحدة من أعلى مستوياتها التاريخية التي سجّلتها في وقت سابق من الصيف، وهو تراجع أضاء عليه البيت الأبيض، معتبراً أنه علامة على تراجع التضخم.
وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي شهد انخفاضا في نسبة تأييده وسط أسوأ ضغوط أسعار منذ عقود، إلى أن الأسعار في محطات الوقود تنخفض منذ أكثر من شهر، ما وفر على السائق العادي نحو 25 دولارا في الشهر.
وقال بايدن: «أعرف أن تلك الدولارات والسنتات الإضافية تعني شيئا ما. إنها مساحة للتنفس»، مضيفاً «لم ننته من العمل على خفض الأسعار بعد أكثر».
وبعدما سجّلت الأسعار أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 5،016 دولارات للغالون في 14 يونيو، انخفضت في آخر 35 يوما وسط مخاوف متزايدة في شأن النمو الاقتصادي وتراجع إنتاج سوق النفط الخام المادي.
وحاليا، تبلغ أسعار الوقود معدلا وطنيا يساوي 4،495 دولارات للغالون بانخفاض 10 في المئة عن الشهر الماضي لكن بزيادة 42 في المئة عن مستوى العام الماضي، وفقا لجمعية السيارات الأميركية «American Automobile Association».
وكان العامل الأكبر في تراجع أسعار الوقود، انخفاض أسعار النفط الخام بسبب المخاوف من أن يؤدي تباطؤ اقتصادي أو ركود إلى إضعاف الطلب على الطاقة.
وارتفعت أسعار النفط الخام إلى نحو 130 دولارا للبرميل بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أثار مخاوف من فقدان مصدر إمداد رئيسي في وقت يتزايد فيه الطلب.
ويقول محلّلون إن هذه المخاوف لم تتحقق عموما وإن معظم النفط الخام الروسي استمر في التدفق إلى مشترين مثل الهند والصين.
ومقارنة بشهر مارس، ارتفع إنتاج النفط الخام الأميركي أيضا بنحو 400 ألف برميل يوميا، وفق بيانات أميركية.
وقال جون كيلداف من «اغين كابيتال» إن ضيق سوق النفط الخام «قد خفّ»، مشيراً أيضا إلى عامل تراجع استهلاك الوقود بشكل غير مألوف وفق ما أظهر أحدث تقرير أسبوعي عن الطاقة في الولايات المتحدة.
ويحتمل أن يكون الانخفاض في استخدام الوقود رد فعل على ارتفاع الأسعار لكنه يعكس أيضا تحول ممارسات العمل بعد الجائحة.
وأوضخ بيل أوغرادي، كبير محلّلي الأسواق في «Confluence Investment Management»، «حتى انتشار الجائحة، كان العمل من المنزل يعتبر نوعا ما أمرا غير عادي».
وأضاف أنه في ظل الترتيبات الأكثر مرونة اليوم «عندما يرتفع سعر الوقود، بدلا من المجيء خمسة أيام في الأسبوع (إلى العمل) قد تأتي ثلاثة أيام أو يومين فقط».
وتوقعت مذكرة صادرة عن البيت الأبيض أن تستمر أسعار الوقود في الانخفاض على «المدى القريب» ما يضيء على قرارات بايدن مثل الإفراج التاريخي عن النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، والذي يعتقد المحللون أنه كان له تأثيره الأساسي بمجرد إعلانه أواخر مارس.
كذلك، أشارت المذكرة إلى أن الانخفاض في أسعار الوقود حصل على جزء صغير من التغطية الإعلامية التي حصل عليها الارتفاع في الأسعار في وقت سابق من الربيع.
وقالت «لولا البيانات ما كنتم لتعرفوا أن أسعار الغاز تنخفض من خلال مشاهدة الأخبار المسائية أو قراءة الجريدة».
وتوقّع كيلداف أيضا أن تنخفض أسعار الوقود بعد أكثر، مشيرا إلى اتجاه موسمي طويل الأمد يشهد عادة تراجع أسعار الوقود بعد 4 يوليو.
وتابع «أتوقع أن تستمر الأسعار في الانخفاض في الخريف»، مستدركاً في المقابل أن الأسعار ستبقى مرتفعة بالمعايير التاريخية.
وفيما يعتقد أوغرادي أن الأسعار ستستمر في الانخفاض، أشار إلى أن هناك دائما خطرا أواخر الصيف من أن تعطل أعاصير خليج المكسيك مصافي التكرير الرئيسية. وختم «قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير».