صرخة الاحتجاج غير المسبوقة «إلا المباركية» خرجت بغضبة شعبية وتفاعل غير مسبوق... إنها موجهة لمن أتى بتصميم جديد أطلق عليه «تطوير سوق المباركية»... إنه التدمير بحد ذاته!
سوق المباركية القديم بتصميمه المعروف، هو متنفس الكويت المتبقي، والذي يعد أحد المعالم التراثية الحيوية. ولا يوجد كويتي أو وافد أو زائر للكويت إلا وتجد سوق المباركية في ذهنه... فأرجوكم ابتعدوا عن المساس بسوق المباركية، فشتان بين التطوير والتدمير لهذه المنطقة التاريخية!
نريد صرخات مماثلة في وجه العبث الذي بات سمة من سمات المجتمع الكويتي.
ابتعدوا عن «التعليم» الذي دمرتموه وأصبح سلعة. وابتعدوا عن «الرعاية الصحية» التي افتقدناها. وابتعدوا عن العب بإرادة الأمة تحت مسمى «نقل الأصوات» وشراء الذمم والترضيات والمساومات... وليكن الاختيار من أهل الشرف!
أصلحوا ما دام في الوقت متسع... فأصحاب النفوس «المريضة» التي انتزع منها الشرف والأمانة، حللت الحرام واتخذت الخطأ بديلاً عن الصواب، وزجت بنا في وحل التخلف الإداري الذي تشهده منظومتنا الإدارية.
افضحوا «القبيضة» و«الراشي» بأسرع وقت ممكن فالكل يترقب ذلك. هذا إن كنا نريد الإصلاح الفعلي في حقبة زمنية في غاية الحرج!
لو سألت أي فرد «محترم» عن الوضع، لأطلق صرخات أشبه بصرخة «إلا المباركية»... فالكويت القديمة جميلة وجزء من التراث القديم لا ينبغي المساس به. فيكفي إننا لا نجد متنفساً على البحر للسباحة ولا مدينة ترفيهية وجزيرة فيلكا... جزيرة فيلكا التي كنا نذهب لها بالعبارات «باح»!
أحيانا أسأل وأعتقد بأن السواد المعظم يتفق معي في هذا التساؤل المستحق: ماذا يريدون من وراء هذا التدمير المبرمج؟
التعليم... الصحة... «ملفاتهما ثقيلة خصوصاً أثناء جائحة كورونا». الطرق، البنية التحتية، الإسكان، التوظيف، المستوى المعيشي، القيادات البارشوتية، المعاقون والصناديق الاستثمارية /الصندوق السيادي والانتخابات وصناديقها ومغيرو عناوينهم، وسراق المال العام والرشاوى والعمولات... كلها ملفات تحتاج إلى جرأة في فتحها ومحاسبة كل طرف مدان.
ترى «السالفة خربت» جداً جداً جداً... وما بقى «إلا المباركية»: ليه يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي؟ ليه يا عقلاء وحكماء الكويت نولي الأمور لمن لا يستحق؟
لا... ولا تنسون أن بقاء الحال من المحال، حسب متغيرات العالم من حولنا والتنبؤ بتشكيل عالم جديد باقتصاد جديد، وكما قيل «إن السلطة المطلقة... مفسدة مطلقة»!
الزبدة:
إذا كنا إلى هذه اللحظة غير مدركين لخطورة الوضع بعد صرخة «إلا المباركية»، فلا نقول سوى «لا حول ولا قوة إلا بالله». واللهم هب لولي الأمر البطانة الصالحة التي تعينه على الخير لصالح البلد والعباد... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi