الكرم ليس له دين ولا قومية... فقد تبرع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم مانشستر يونايتد الحالي وريال مدريد السابق، بمبلغ مليون ونصف مليون يورو، لاطفال فلسطين، الذين نكبوا وتضرروا في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة سابقاً، ولا يزال يتبرع لجهات منكوبة.
وذكرت صحف اسبانية، ان رونالدو اعتاد القيام بالاعمال الخيرية والانسانية... فقد تبرع بقيمة جائزة «الحذاء الذهبي» التي حصل عليها في موسم سابق، وقامت مؤسسة ريال مدريد، حيث كان يلعب لسنوات، ببيعها ومنحها لمساعدة اطفال فلسطين ولبناء المدارس المدمرة في غزة من قِبل اسرائيل المحتلة.
يُذكر ان رونالدو قد باع في وقت سابق، جوائز «الاحذية الذهبية» في مزاد علني لمنظمة خيرية، والتبرع بقيمتها للاطفال الفقراء حول العالم، فضلاً عن أموال تلقاها من ريال مدريد لمدارس في فلسطين وغزة للمساعدة والعون في المجال الانساني، ولتنمية المواهب الكروية لدى الاطفال...
أين أصحاب الاموال المسلمون والعرب، واثرياء الشعب الفلسطيني، الذين وضعوا ايديهم على اموال طائلة في حساباتهم الخاصة؟
وأقول انا كاتب هذه السطور:
في زيارة سابقة لنا الى القنيطرة السورية، زرنا مخيماً كبيراً، وسألناهم عن المعونات، فقال العديد من نزلاء المخيم، انهم يسمعون عن المبالغ التي تتبرع بها الدول العربية، ولكنها لا تصل الى الفقراء، ولا يتلقون غير معونات الاغاثة التابعة للامم المتحدة.
وقد كتب شمعون بيريس في كتابه «الشرق الاوسط الجديد»: نحن نصادق على اعضاء السلطة الفلسطينية. أين هم من التبرع لمنكوبي الحروب السابقة بين قطاع غزة واسرائيل، بعد ان قامت المقاومة بتلقين اسرائيل ضربات موجعة في كل مدنها تقريباً؟
اسرائيل بكل التقنيات العلمية وطائراتها المتقدمة الحربية، اوجعتها ضربات المقاومة، وبانتقامها الجبان تستهدف العمارات السكنية لتهدمها بمن فيها - في غزة ولبنان - من اطفال ونساء وشيوخ.
وللمرة الأولى، نرى صدامات إسرائيل مع المقاومة، تطول كل مدنها. ولا تُقابل اسرائيل المقاتلين في ساحات القتال، كما حدث في حربها مع «حزب الله»... تركت ساحات القتال لتضرب عمارات على مشارف بيروت لتشتد الخسائر المدنية.
وسبق ان امتدت الضربات الاسرائيلية الى مصنع حربي في السودان، لأن المقاومة تزودت بأسلحته.
هكذا طالت يد اسرائيل لتضرب بها... هكذا فعلت مع سورية والعراق ولبنان وغيرها... ونرى دولاً وافراداً ليسوا بعرب ولا مسلمين يتبرعون لفلسطين وشعبها ولا نسمع بفنان ولاعب وتاجر، يمد يد العون للشعب الفلسطيني. حتى التاجر الفلسطيني اينما كان، لا يتبرع لقضيته التي تنزف دماً منذ 1947 - 1948.
مقولة الكرم عند العرب والمسلمين، لا نراها... وغير المسلمين يتبرعون للفلسطينيين وقضيتهم. اين كرم العرب والمسلمين، لفلسطين وبيت المقدس وفقراء العرب؟ الكرم العربي اسطورة بعيدة عن الحقيقة.