واشنطن تخصص 600 مليون دولار لمنطقة المحيط الهادئ

مدمرة أميركية «تتحدّى» وبكين تعلن «إبعادها» قرب جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي

13 يوليو 2022 08:00 م

بكين، سوفا - رويترز، أ ف ب - أبحرت مدمرة أميركية بالقرب من جزر باراسيل المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، أمس، مما أثار رد فعل غاضبا من بكين التي أعلنت أن جيشها «أبعد» السفينة الحربية بعد دخولها المياه الإقليمية بشكل غير قانوني.

وذكرت البحرية الأميركية أن المدمرة «بينفولد»، «أكدت الحقوق والحريات الملاحية في بحر الصين الجنوبي بالقرب من جزر باراسيل، بما يتفق مع القانون الدولي».

وتابعت أن «المطالبات البحرية غير المشروعة والشاملة (بالسيادة) في بحر الصين الجنوبي تشكل تهديداً خطيراً لحرية البحار، بما في ذلك حرية الملاحة والطيران، والتجارة الحرة...».

وتؤكد الصين أنها لا تعرقل حرية الملاحة أو الطيران، وتتهم الولايات المتحدة بتعمد إثارة التوتر.

وأعلنت قيادة المنطقة الجنوبية في جيش التحرير الشعبي الصيني، أن تصرفات المدمرة انتهكت بشكل خطير سيادة الصين وأمنها من خلال الدخول غير القانوني إلى المياه الإقليمية حول جزر باراسيل، التي تطالب بالسيادة عليهاً أيضاً، فيتنام وتايوان.

وأضافت أن «قيادة المنطقة الجنوبية وجهت قوات بحرية وجوية لمتابعة ومراقبة وتحذير وإبعاد» السفينة، وعرضت صوراً للمدمرة مأخوذة من على ظهر الفرقاطة «شيانينغ».

وتابعت أن «الحقائق تظهر مرة أخرى أن الولايات المتحدة ليست سوى صانع للمخاطر الأمنية في بحر الصين الجنوبي ومدمر للسلام والاستقرار الإقليميين».

وردت البحرية الأميركية، بأن البيان الصيني عن المهمة «كاذب»، وهو الأحدث في سلسلة طويلة من الأفعال الصينية الرامية إلى «إساءة تفسير العمليات البحرية الأميركية وتأكيد مطالبها المبالغ فيها وغير المشروعة على حساب جيرانها من دول جنوب شرقي آسيا في بحر الصين الجنوبي».

وأضافت «الولايات المتحدة تدافع عن حقوق كل الدول في التحليق والإبحار والقيام بكل ما يسمح به القانون الدولي (ولا شيء تقوله الصين غير ذلك سيردعنا عما نقوم به)».

واستولت الصين على جزر باراسيل من حكومة فيتنام الجنوبية في عام 1974.

وحلت يوم الاثنين، الذكرى السادسة لحكم محكمة دولية أبطل مطالبات الصين في بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره تجارة تقدر قيمتها بنحو ثلاثة تريليونات دولار سنوياً.

ولم تقبل بكين الحكم. وتطالب بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً.

ولكل من فيتنام والفيلبين وماليزيا وتايوان وبروناي، مطالب أيضاً بالسيادة متنافسة ومتداخلة في كثير من الأحيان.

في سياق ثان، أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أمس، عن تمويل يصل إلى 600 مليون دولار في منطقة المحيط الهادئ، في محاولة لاحتواء تقدم الصين في هذه المنطقة.

وقالت إن واشنطن ستفتح سفارتين جديدتين واحدة في تونغا والأخرى في كيريباتي.

وأضافت مخاطبة منتدى جزر المحيط الهادئ في سوفا عاصمة فيجي عبر اتصال فيديو، أن«هذه خطوة مهمة. نحن سعداء جداً إزاء تواجد أميركي أخيراً في تونغا».

كما تعتزم واشنطن تعيين مبعوث إلى المحيط الهادئ وإطلاق استراتيجية وطنية للمنطقة، في سابقة من نوعها.

وأثار التنافس بين الصين والولايات المتحدة اهتماماً بالغاً هذا العام خلال منتدى قادة جزر المحيط الهادئ، وطغى على حال الطوارئ المناخية التي تخيم على هذه الدول المعرضة للخطر بشكل خاص.

وأصبحت المنطقة بالفعل جزءاً أساسياً من الجغرافيا السياسية. ففي أبريل، وقعت جزر سليمان اتفاقاً أمنياً مثيرا للجدل مع الصين، ما أدى إلى قلب تحالفات قائمة منذ فترة طويلة مع القوى الغربية.

ومثلت مداخلة هاريس عبر الفيديو، نجاحاً ديبلوماسياً للولايات المتحدة إذ لم تتم دعوة الصين من قبل للمشاركة بشكل مماثل في القمة.

وقالت هاريس إنها والرئيس جو بايدن، يقران بأن منطقة المحيط الهادئ ربما لم تحظ بالاهتمام الكافي في الماضي.

ووعدت«سنغير ذلك»، مضيفة أن الولايات المتحدة تريد«تعزيز وجودنا في منطقة المحيط الهادئ».

ويعكس المسعى الأميركي الجديد في منطقة الهادئ، مدعوما بوعود لفترة عشر سنوات بتقديم 60 مليون دولار سنويا لوكالة مصايد الأسماك، وإعادة إطلاق«فيلق السلام»في الهادئ، رغبة في«فتح فصل جديد»، وفق هاريس.

من ناحيته، أكد رئيس فيجي فوريك باينيماراما رئيس المنتدى أن«أزمة تغير المناخ» تهدد أمن وسيادة العديد من دول المحيط الهادئ.