رأت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن الرئيس فلاديمير بوتين يخوض معركة جيوسياسية بالتوازي مع حربه العسكرية في أوكرانيا، باستخدام الغذاء، بهدفه تقسيم المجتمع الدولي وتوسيع نفوذ روسيا في الدول النامية.
وافاد تقرير للصحيفة الأميركية، بأن موسكو نشرت قبل أيام من غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، سلسلة من الإنذارات البحرية التي طوقت أجزاء من البحر الأسود قرب سواحل أوكرانيا، التي تعد أكبر مصدر للحبوب وزيت الطهي في العالم.
وتابعت أنه رغم أن الحرب وحدت الحلفاء الغربيين في مساعيهم لدعم كييف، فإن موسكو استخدمت نفوذها المتزايد على الصادرات الغذائية لتقسيم المجتمع الدولي وتوسيع نفوذها على الاقتصادات النامية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، ما أدى إلى انقسام لم يشهده العالم منذ الحرب الباردة.
وأبرزت أن مسؤولين غربيين يرون أن الكرملين يوظف المخاوف في شأن الأمن الغذائي وسيلة لتخفيف العقوبات الغربية على روسيا وضمان إطلاق مفاوضات لوقف الحرب، كما يستخدم الحصار الذي يفرضه على الغذاء لبناء النفوذ والعلاقات التجارية مع الدول غير الغربية، وتدمير ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الأوكراني.
وأورد التقرير، رأي كاري فاولر، المبعوث الأميركي الخاص للأمن الغذائي العالمي الذي قال إن «ما يجري حالة كلاسيكية لاستخدام الغذاء سلاحاً... إذا كانوا يقولون سنقوم بشحن الغذاء إليك فقط، إذا كنت على اتفاق مع سياسات حكومتنا، فماذا يمكنك أن تقول؟».
ويشير التقرير إلى أن بوتين استخدم على مدى أعوام «الطاقة سلاحاً في وجه أعدائه، كما استخدم النفط والغاز الطبيعي في مساعيه لاستعادة النفوذ الذي فقدته بلاده مع انهيار الاتحاد السوفياتي، والآن تضيف روسيا سهماً آخر إلى جعبة أسلحتها الإستراتيجية... هو الغذاء».
وكان الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف، قال في وقت سابق من العام، إن «الغذاء هو سلاح روسيا الهادئ والخطر الذي يمكن أن يحمي البلاد من العقوبات الغربية».
ويخلص تقرير «وول ستريت جورنال»، إلى أن ديبلوماسيين أميركيين يخشون من أن الإستراتيجية الجيوسياسية الروسية المتعلقة بالغذاء «قد نجحت»، حيث بدأت مؤشرات على تحول في مواقف قيادات بعض الدول الأفريقية والشرق أوسطية، الذين أكد عدد منهم أخيراً على علاقات بلدانهم الوثيقة مع موسكو، وهو موقف مغاير لما كانوا عليه خلال الأيام الأولى التي تلت انطلاق الحرب.
من ناحية ثانية، نفت أوكرانيا نيتها إعلان «تعبئة النساء قسرياً في الجيش وتقييد سفرهن للخارج»، بعد إعلان بوتين، «الانتصار في معركة لوغانسك» التي استمرت لأشهر.
وأكدت نائب وزير الدفاع هنا ماليار، في منشور على «فيسبوك»، أنه منذ بدء الغزو الروسي، «لم يتم حشد أي امرأة للقتال قسراً في أوكرانيا»، مضيفة «لا توجد قيود تتعلق بتعبئة النساء ومنعهن من عبور الحدود، ولم يتم التخطيط لمثل هذه القيود»، وفقاً لموقع «بريفادا».
ميدانياً، تواصل القوات الروسية، تقدمها في منطقة حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا التي تريد السيطرة عليها بالكامل بأمر من بوتين، مع قصف «هائل» على سلوفيانسك في حين باشر حلف شمال الأطلسي (الناتو) المصادقة على انضمام السويد وفنلندا.
وبعد سقوط ليسيتشانسك الحيوية في خطة السيطرة على دونباس، تحاول القوات الروسية الآن التقدم غرباً للاستيلاء على بقية مناطق الحوض الصناعي الذي يسيطر على أجزاء منه انفصاليون روس منذ 2014.
وكان الرئيس الروسي أمر الاثنين قواته «بانجاز مهمتهم» في الشرق تطبيقاً «للخطط التي أقرت».
وصباح أمس، كانت القوات الروسية تتقدم غربا باتجاه سلوفيانسك وكرامتورسك، أكبر مدينيتين قريبين من إقليم دونيتسك الذي لا يزال تحت سيطرة كييف. وكانت على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة سيفيرسك التي تقصفها منذ أيام عدة.
وفي لوغانو (جنوب سويسرا)، تعهدت عشرات الدول خلال اجتماع أمس، تقديم الدعم لأوكرانيا من خلال عملية يتوقع أن تكون طويلة ومكلفة، واتفقت على الحاجة لإصلاحات واسعة لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.
ووقع مسؤولون من نحو 40 بلداً في ختام مؤتمر استمر يومين، «إعلان لوغانو» الذي وضع مجموعة من الأسس لإعادة بناء أوكرانيا.
بروكسيل - أ ف ب - أطلقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، أمس، إجراءات المصادقة على انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو»، في قرار يعد تاريخياً لدولتين شماليتين دفعتهما إليه الحرب التي شنّتها روسيا على أوكرانيا.
وأعلن الأمين العام لـ «الناتو» ينس ستولتنبرغ، قبل أن يوقع سفراء الدول الأعضاء في الحلف هذه البروتوكولات خلال احتفال أقيم في بروكسيل أن «توقيع بروتوكولات الانضمام يطلق عملية المصادقة في كل من الدول الأعضاء».
وأضاف «عندما نصبح 32 عضواً سنكون أقوى (...) في وقت نواجه فيه أخطر أزمة أمنية منذ عقود».
لكنّ البلدَين المرشحَين لن يستفيدا من الحماية المنصوص عليها في المادة 5 للدفاع المتبادل في حال وقوع هجوم طالما أن الدول الأعضاء الـ 30 لم تصادق على عضويتهما.
سفارة أوكرانيا تنفي «إشاعات» تجنيد مصريين
| القاهرة - «الراي» |
أعربت مصادر مصرية، عن دهشتها من تسريبات روسية، بأن أوكرانيا «تحاول تجنيد مصريين في العمليات العسكرية».
وأكدت أن «مصر أعلنت من البداية ضرورة حل الأزمة سياسياً وديبلوماسياً، وأنها ترفض الحرب، وهناك تحركات حثيثة مع الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات».
وذكرت السفارة الأوكرانية في القاهرة، في بيان: «هذا ترويج إشاعات، ما جاء في تصريح السفارة الروسية في القاهرة، عن أن كييف ستحاول حتى تجنيد المواطنين المصريين الذين يحملون جوازات سفر أوكرانية».