أكد الأمين العام لجمعية الإصلاح الاجتماعي حمد العلي أن الجمعية وضعت خدمة الوطن والمجتمع في أولى أولوياتها، وقد انطلقت بفضل الله الخطة الاستراتيجية السابعة للجمعية 2021- 2025، وشملت تطوير الرؤية والرسالة وتحديث الهيكل الوظيفي لكل وحدات العمل في الجمعية، بهدف تحقيق رؤية الجمعية في ريادة العمل الدعوي والتربوي والخيري، وفقاً للأطر الشرعية، ضمن شراكة مجتمعية، والروح التطوعية الوطنية للمجتمع الكويتي.
وقال العلي في لقاء خاص مع «الراي»، إن جمعية الإصلاح الاجتماعي أول جمعية نفع عام، تعتمد آلية التدقيق الشرعي على أعمالها الخيرية، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن خلال جهة مستقلة معتمدة من بنك الكويت المركزي وهيئة أسواق المال، وقد صوتت الجمعية العمومية على إلزام مجلس الإدارة بتلك الآلية.
وأضاف أن الجمعية شاركت في اللجنة الخاصة بدراسة قانون العمل الخيري الجديد، بالتعاون مع اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، معرباً عن الأمل في أن يحقق القانون الجديد طموحات الجهات الخيرية في تطوير العمل الخيري، والوصول به إلى آفاق جديدة.
وإذ لفت إلى أن «نماء الخيرية» شهدت في السنوات الأخيرة نمواً كبيراً في الأداء، بعد التوسع في العمل خارج دولة الكويت، وخلال عام 2021 بلغ إجمالي الإنفاق الخيري لنماء أكثر من 5 ملايين دينار، شدد على استعداد الجمعية الدائم لتحقيق المواءمة المتوخاة، والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، للدفع بالمسيرة الإنمائية في الدولة، على ضوء الخطة الإنمائية وأهداف التنمية المستدامة، وتمكين كوادر مؤسسات المجتمع المدني وتأهيلهم فنياً، ليكونوا قادرين على الإسهام الفاعل في إنفاذ التطلعات المأمولة منهم. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
ما أبرز توجهات جمعية الإصلاح الاجتماعي للمرحلة المقبلة؟
- تواصل جمعية الإصلاح الاجتماعي توجهاتها المجتمعية، ودورها في بناء الوطن، كامتداد أصيل لما قام عليه الآباء المؤسسون، حيث وضعت الجمعية خدمة الوطن والمجتمع في أولى أولوياتها.
وتنطلق الجمعية في عملها ومشروعاتها، من خلال خطط استراتيجية تجدد كل أربع سنوات، وقد انطلقت بفضل الله الخطة الاستراتيجية السابعة للجمعية 2021-2025، وشملت تطوير الرؤية والرسالة وتحديث الهيكل الوظيفي لكل وحدات العمل بالجمعية، وكذلك دليل الاختصاصات والمهام الوظيفية، وتم استحداث وحدات وقطاعات عمل جديدة، بناء على متطلبات المرحلة المقبلة، وبهدف تحقيق رؤية الجمعية في ريادة العمل الدعوي والتربوي والخيري، وفقاً للأطر الشرعية، ضمن شراكة مجتمعية، والروح التطوعية الوطنية للمجتمع الكويتي.
التدقيق الشرعي
التدقيق الشرعي على أعمال الجمعية، مبادرة نوعية وجديدة على العمل الخيري والدعوي، فما هي فكرة التدقيق الشرعي وما الهدف منه؟
- بفضل الله، أصبحت جمعية الإصلاح الاجتماعي أول جمعية نفع عام تعتمد آلية التدقيق الشرعي على أعمالها الخيرية، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن خلال جهة مستقلة معتمدة من بنك الكويت المركزي وهيئة أسواق المال، والجمعية العمومية صوتت على إلزام مجلس الإدارة بتلك الآلية.
وقد بيّن تقرير التدقيق الشرعي، أن العمليات والأنشطة والعقود، التي تم تنفيذها وإبرامها من قبل الجهات المسؤولة في نماء الخيرية، التابعة للجمعية خلال السنة المالية المنتهية 31 ديسمبر 2021، تتفق وأحكام مبادئ الشريعة الإسلامية، وفقاً للمرجعية الشرعية التي حددتها إدارة «نماء» بهذا الخصوص، ووفقاً للقوانين والتعليمات المحلية المنظمة لعملها، وللوائح والسياسات الداخلية المالية والإدارية، وأدلة السياسات والإجراءات التي وضعتها إدارة «نماء»، والمعتمدة من مجلس الإدارة، ومنها آلية جمع الموارد والتبرعات التي يتم تحصيلها من الداعمين.
كما أن أموال الزكاة التي تم تحصيلها من المتبرعين قد تم صرفها حصراً في مصارف الزكاة المحددة شرعاً، وأن المصاريف الإدارية التي تم تحميلها على الموارد والتبرعات، لا تتجاوز النسبة المقررة من الناحية الشرعية.
الشراكة مع الجمعيات
هل تسعون للتنسيق والشراكة والتعاون مع جمعيات النفع العام في القضايا ذات الاهتمام المشترك؟
- التنسيق والشراكة المجتمعية، إحدى قيم جمعية الإصلاح الاجتماعي، وتعني العمل على ترسيخ مبدأ التنسيق والشراكة المجتمعية مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وبالأخص مع الجمعيات الزميلة التي تتواءم مع أهداف الجمعية في دورها الإصلاحي المجتمعي، والقيام بالتنسيق الدائم والتعاون وتبادل الخبرات والمنافع، لتحقيق الأهداف المشتركة بصورة تكاملية، لما فيه خدمة المجتمع الكويتي وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني.
وفي هذا الإطار، قام وفد من الجمعية بتبادل اللقاءات والزيارات، مع أكثر من 28 جمعية نفع عام، وبفضل الله كانت الزيارات مثمرة، وجاءت في إطار توجه مجلس الإدارة بالاهتمام بالتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، لتحقيق أحد أهداف الجمعية المتمثل في الشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المختلفة، في ما يعود بالخير على الصالح العام، والمساهمة في إيجاد الحلول الناجعة للمعضلات التي تواجه مجتمعنا الكويتي، والسعي نحو تحقيقها. خصوصاً في قضايا تهم فئات عديدة من المجتمع، وبخاصة قضية الطفل والأسرة والشباب، لأنها ركيزة مجتمعية مهمة ومسؤولية يشترك بها الجميع.
قانون العمل الخيري
ما دور جمعية الإصلاح في لجان قانون العمل الخيري الجديد؟ وما تقييمكم له؟
- شاركت جمعية الإصلاح الاجتماعي في اللجنة الخاصة بدراسة قانون العمل الخيري الجديد، بالتعاون مع اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، حيث عقدت اللجنة 22 اجتماعاً، وتم الانتهاء من التعديلات من قبل الجمعيات ووزارة الشؤون الاجتماعية، ونأمل أن يحقق القانون الجديد طموحات الجهات الخيرية في تطوير العمل الخيري والوصول به إلى آفاق جديدة.
«نماء الخيرية»
ما أبرز جهود «نماء الخيرية» في العمل الخيري سواء داخل الكويت أو خارجها؟
- يمتد عمل «نماء الخيرية» على أكثر من أربعة عقود في مجال العمل الخيري داخل دولة الكويت، وشهدت «نماء الخيرية» في السنوات الأخيرة نمواً كبيراً في الأداء، وبخاصة بعد التوسع في العمل، ليشمل المشروعات الخيرية والتنموية خارج دولة الكويت، وخلال عام 2021 بلغ إجمالي الإنفاق الخيري لنماء أكثر من 5 ملايين دينار.
كما أدت «نماء» دوراً مهما في مساندة جهود مكافة فيروس «كورونا»، خلال عامي 2020 و2021، وعلى سبيل المثال تم إطلاق صندوق بمبلغ 500 ألف دينار لدعم الأسر المتعففة، وتمت مساعدة 5650 أسرة، وتجهيز 6 مدارس بالتعاون مع وزارة الداخلية والدفاع المدني كما تم توزيع معقمات وكمامات استفاد منها 2000 مستفيد من كبار السن والطلبة والوافدين حيث تم صرف نحو نصف المليون دينار حتى هذه اللحظة وتم توزيع 5175 وجبة على المحاجر الصحية والمستشفيات وأرض المعارض، و 500 ألف قنينة مياه.
التنمية المستدامة
ماذا عن جهود الجمعية في مجال التنمية المستدامة، في ضوء الخطة الإنمائية للدولة؟
- بفضل الله تعالى منذ 5 سنوات، كانت جمعية الإصلاح الاجتماعي أول جهة نفع عام تصدر «تقرير التنمية المستدامة»، ثم تلتها جهات أخرى بعد ذلك، وقد نوه بذلك رئيس المجلس الأعلى للتخطيط وأشاد بالتقرير.
ويصدر التقرير سنوياً ويعده مكتب التخطيط والتقييم والتدريب بالجمعية، ويأتي سعياً منها لبيان جهودها المبذولة، التي تتوافق وأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، في ضوء الخطة الإنمائية للدولة.
وهذه المبادرة تأتي التزاماً من مجلس إدارة الجمعية، لتعزيز إسهامات المجتمع المدني في رفد جهود الدولة، لتحقيق الأمن والرفاه للمواطنين، وتحسين مكانة دولة الكويت في مؤشرات التنافسية العالمية.
وتؤكد الجمعية دائماً استعدادها لتحقيق المواءمة المتوخاة، والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، للدفع بالمسيرة الإنمائية في الدولة، على ضوء الخطة الإنمائية وأهداف التنمية المستدامة، وتمكين كوادر مؤسسات المجتمع المدني وتأهيلهم فنياً؛ ليكونوا قادرين على الإسهام الفاعل في إنفاذ التطلعات المأمولة منهم.
المرأة والشباب
ما أبرز برامج الجمعية الموجهة لشريحة المرأة والشباب وجهود الجمعية في هذا المجال؟
- تحرص جمعية الإصلاح الاجتماعي منذ تأسيسها، على غرس القيم والأخلاق الإسلامية الوسطية لدى الشباب من الجنسين، في مجالات متنوعة عدة. فمنها الأنشطة الرياضية والثقافية والتربوية التي تقدمها من خلال قطاعاتها ولجانها المتخصصة. واستحدثت الجمعية أخيراً قطاع النشاط المجتمعي والمشاركة، ويضم نادي أجيال الرياضي، ومركز قيم المجتمعي وإدارة الأنشطة المجتمعية العامة، وتعمل على إقامة فعاليات وأنشطة جماهيرية، لتجسيد الدور الاجتماعي لجمعية الإصلاح الاجتماعي وزيادة عدد المشاركين من الجمهور في أنشطة الجمعية الجماهيرية.
الاختلالات المجتمعية
كيف ترون التعاون مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في معالجة الاختلالات المجتمعية في مجال الشباب والأسرة وغيرها؟
- لا تألو جمعية الإصلاح الاجتماعي منذ تأسيسها، جهداً في المشاركة المجتمعية لعلاج الاختلالات المجتمعية والظواهر السلبية الغريبة على مجتمعنا، وقد لمسنا التعاون من جميع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال، فالجميع يرحب بكل عمل ومقترح ومبادرة، فيها خير لمجتمعنا، وحماية له من موجات التغريب التي تعمل على هدم القيم والفطرة الإنسانية، وإشاعة تطبيع السلوكيات المجرمة مثل تعاطي المسكرات والمخدرات والشبو، ومازالت تلك الموجات تنمو وتتصدر، وتحاول أن تسقط قيمنا المحافظة في أذهان الشباب والنشء، مما يستلزم من كل الجهات ذات الصلة ولدى الدعاة والمحافظين والمتخصصين، أن يقوموا بجهود مضاعفة في برامج التواصل الاجتماعي، لمواجهة تلك الموجات بالمحتوى القيمي والسلوكي المطلوب.
رسالة إلى أهل الكويت
وجه العلي الدعوة إلى أهل الكويت الكرام، للمشاركة في فعاليات وأنشطة جمعية الإصلاح المميزة والهادفة، والتي تناسب شرائح المجتمع كافة، والتي يقام بعضها إما أونلاين و إما مع مراعاة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، داعياً المولى عز وجل أن يرفع عن الكويت وبلاد العالم شر الوباء وسيئ الأسقام.
وأضاف «كما أدعوه سبحانه أن يحفظ الكويت وشعبها وشبابها، تحت قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظهما الله ورعاهما».
الحقوق وصيانة الحريات
أكد الأمين العام للجمعية على أن واجب الدعوة إلى الله هو أحد قيم جمعية الإصلاح الاجتماعي، ومن أهدافها الرئيسية، ومن مجالات الدعوة السعي لإصلاح الفرد والأسرة، وتكوين القدوات الاجتماعية الملتزمة بالأخلاق والآداب الإسلامية، وتعزيز سلوك النصح فـي المجتمع، للقيام بدوره في ترسيخ قيم العدالة والمساواة وحفظ الحقوق وصيانة الحريات، وفق ما ورد في الكتاب والسنة.
العمل الدعوي
اعتبر العلي أن العمل الدعوي يمارسه جميع قطاعات ولجان وفروع الجمعية، من خلال أنشطة وبرامج دعوية وتربوية، بالإضافة إلى الجهود المتخصصة التي يقوم بها قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي في مجال الدورات الشرعية والإصدارات الدعوية والبرامج التوعوية، وهناك أيضاً الأمانة العامة للقرآن الكريم.
مركز القيم المجتمعي
لفت الأمين العام، إلى أن الجمعية افتتحت أخيراً مراكز قرآنية جديدة لخدمة كتاب الله حفظاً وتلاوة ومنها مركز الحافظين والحافظات ومركز تبصرة ومركز تبيان.
وذكر أن من أحدث المشروعات الدعوية للجمعية استحداث مركز القيم المجتمعي، والذي يهدف إلى نشر القيم الإسلامية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
غرس 5000 شتلة
سرد العلي أبرز الأنشطة المجتمعية، خلال عام 2021، منها غرس 5000 شتلة، وأقيمت هذه الفعالية البيئية بالتعاون مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، حيث ساهمت مشكورة بتوفير شتلات السدر والصفصاف، تم غرسها في صحراء المطلاع حول سور بعض المخيمات. وتم الاتفاق مع أصحاب المخيمات برعايتها خلال فترة التخييم.
11 نادياً للفتيات والناشئة
تطرق أمين عام الجمعية إلى الأنشطة الخاصة بالمرأة، التي تقوم بها أمانة العمل النسائي، في مجال رعاية شؤون المرأة عامة والفتيات خاصة، من خلال المراكز النسائية والأندية النسائية، سواء كانت مراكز قرآنية أو تدريبية أو خيرية أو اجتماعية أو رياضية وأندية الفتيات لكافة المراحل العمرية، وهناك 11 نادياً للفتيات والناشئة، موزعة على مختلف محافظات الكويت.