قال مؤسس شركة بشرى للاستشارات الإستراتيجية، مناف الهاجري، إن صدمة جائحة كورونا أحدثت انفجاراً غير مسبوق لتحول تكنولوجي طال انتظاره، واللافت أن طوفان الخدمات الإلكترونية بدأ في أقل القطاعات الواعدة والمتوقعة وهو القطاع الحكومي، حيث كان مدّاً غامراً على المستويين العام والخاص في التطبيقات الإلكترونية الحكومية، وفي المعاملات التجارية.
كلام الهاجري جاء خلال حفل التخرج السنوي الثاني عشر لجمعية المحللين الماليين المعتمدين (CFA) أول من أمس، بحضور رئيس الجمعية محمد الصراف، والأستاذ المساعد في قسم التمويل بكلية العلوم الإدارية، بجامعة الكويت بدر الهاشل، والرئيس الإقليمي الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمؤسسة المحللين الماليين المعتمدين وليام تومي.
وأضاف الهاجري أن هذا التغير الثقافي يخفي تحته حقيقة مقلقة وهي أنه لم يطرأ أي تحول يذكر على انتاجيتنا، مبيناً أنه وحسب مؤسسة «كونفرنس بورد» كانت الكويت ودول الخليج تعطي أرقاماً إنتاجية سلبية منذ عام 2018، «ولو أن مستوى إنتاجيتنا كان على الأقل عند مستوى الصفر لكنا قد تخطينا البلدان المتطورة في نمو إجمالي الناتج المحلي، ولو أن إنتاجيتنا كانت إيجابية لكان أداؤنا قد تفوق على أداء الأسواق الناشئة».
ولفت إلى أن حاملي شهادة محلل مالي معتمد مطلوبون بشدة في سوق العمل من قِبل صناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد ومكاتب الديون في وزارات المالية والجهات الرقابية والمشاريع المملوكة من الدولة، وكل هؤلاء خاضعون لمراقبة عامة شديدة لتحسين تقديم الخدمات إلى المواطنين.
وذكر أن ازدياد أهمية هذه المهنة نابع من ظهور الاستدامة كفكرة أكثر إلحاحاً مما اعتدنا عليه، لسببين أولهما وطني يتمثل في تقلبات إيراداتنا النفطية، والثاني الدعوة العالمية للمجتمع الاقتصادي الأوسع لكي يتجاوز الإجراءات الضيقة والتكنوقراطية في التخطيط للنمو الطويل الأمد عن طريق مقاربة أشد صرامة تأخذ في الحسبان العوامل الخارجية السلبية المختلفة التي يجد التكنوقراط راحة في تجاهلها.
وأعرب عن اعتقاده بأن «القطاع الخاص هو أملنا الرئيسي للتخلص من عادات وممارسات التفكير الريعي، ولكنني على قناعة بأنه ينبغي إيلاء نظرة جديدة إلى أسواقنا لكي نزيل التشوهات في مجالات مثل المشتريات والمنافسة».
من ناحيته، قال رئيس جمعية المحللين الماليين المعتمدين (CFA) في الكويت، محمد الصراف: «في الوقت الذي نرحب فيه بثلاثين متخرجاً، فإننا فخورون بنمونا المستمر، وسنواصل دعم تطور الصناعة المالية في الكويت».
وأضاف «لقد واجهت منطقة الشرق الأوسط تحديات كبيرة خلال العام الماضي، على الرغم من ذلك، يستمر الطلب على المهنيين المؤهلين بشكل أفضل في القطاع المالي في النمو. ستواصل جمعية المحللين الماليين المعتمدين العمل من أجل رفع معايير الممارسة المهنية والمساهمة في تطوير قطاع الاستثمار في البلاد».
وقدم الدكتور الهاشل، عرضاً تقديمياً بعنوان «المخاطر في المستقبل»، مبيناً أن اتمام متطلبات الحصول على هذه الشهادة هو نتاج مثابرة وجهد طويل وانعكاس لرغبة المحتفى بهم لتطوير مهاراتهم المالية والاستثمارية. ودعا الهاشل المتخرجين للاستمرار في مسيرة التعلم والتطور حيث هي مفتاح التميز في الحياة المهنية.