في إطار جهود بحثية واعدة، اقترب علماء أميركيون من ابتكار أول لقاح مضاد للسرطان تعتمد تركيبته على تقنية mRNA الرائدة التي استخدمتها شركة «فايزر» بالتعاون مع شركة «بيونتيك» لتطوير وإنتاج أول لقاح متطوّر مضاد لمرض «كوفيد - 19».
العلماء، التابعون لجامعة دوك في ولاية نورث كارولاينا، كشفوا النقاب أخيراً عن أنهم قد قطعوا شوطاً طويلاً على طريق تجريب وتطوير أول لقاح قائم على تقنية mRNA لمكافحة السرطان، وهو اللقاح الذي تعتمد آلية عمله على حث الجهاز المناعي على أن يستهدف ويقتل الخلايا السرطانية ويكبح تكاثرها داخل الجسم، بما يجهض المرض في مهده ويعيقه عن الاستفحال.
وإذ قوبلت أنباء تطوير هذا اللقاح المرتقب بترحيب واسع النطاق في الأوساط الطبية، فإن العلماء الذين يعكفون على تطويره يتوقعون له أن يؤدي إلى إحداث نقلة ثورية مكافحة الأمراض السرطانية التي تُعتبر ثاني أكبر مسببات الوفاة مرضياً على مستوى العالم.
وعن ذلك، قال البروفيسور زاكاري هارتمان الذي يُشارك في الإشراف على التجارب البحثية: «إذا نجحنا في اجتياز مرحلة التجارب السريرية والوصول إلى اعتماد اللقاح رسمياً، فإننا نتوقع له أن يُغير قواعد لعبة مكافحة الأمراض السرطانية الخبيثة»، مضيفاً: «بفضل تقنية mRNA، أتوقع أن نتمكّن في غضون سنوات حياتي من وضع الأمراض السرطانية تحت السيطرة وجعلها قابلة للعلاج بسهولة».
وفي سياق متصل، تأتي أبحاث تطوير أول لقاح مضاد للسرطان اعتماداً على تقنية mRNA في إطار حركة بحثية عالمية أوسع نطاقاً تسعى إلى الاستفادة من تلك التقنية المتطورة في ابتكار علاجات جديدة، فقد أعلن علماء بريطانيون من جانبهم أنهم يعكفون حالياً على تطوير علاج للنوبات القلبية يرتكز على تلك التقنية ذاتها.
العلماء يعملون حالياً في مختبرات كلية كينغز كوليدج اللندنية على ابتكار أول تركيبة دوائية تعتمد على mRNA لترميم أنسجة القلب التالفة على أمل أن يؤدي ذلك إلى علاج غير مسبوق للنوبات القلبية والذبحة الصدرية واحتشاء عضلة القلب.
وفي إطار مساعيهم البحثية، نجح العلماء في رصد وتحديد شيفرات جينية تجعل بروتينات معينة تُحفّز عملية إنتاج خلايا قلبية جديدة، وهي الخلايا التي يُمكن حقنها في عضلة قلب المريض مباشرة لترميمها فضلاً عن وقاية الخلايا السليمة من التلف.