ثارت موجة من الانتقادات في وجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعد أن أعلن تأييده لخطة حكومية غير مسبوقة على مستوى العالم، والتي تهدف إلى ترحيل طالبي لجوء إلى دولة رواندا الأفريقية، التي تبعد أكثر من 6 آلاف كيلومتر، وهم المهاجرون الذين تشير أرقام إحصائية رسمية إلى أن 527 من بينهم جاءوا من الكويت وتسللوا إلى المملكة تباعاً على متن زوارق غير شرعية عبر القنال الإنكليزي قادمين من فرنسا.
وفي سياق كلمة ألقاها صباح أمس في مقاطعة كينت، قال جونسون «لقد صوّت الشعب البريطاني مرات عدة تأييداً للسيطرة على حدودنا».
وكشف عن الخطة التي تقدر تكلفتها بنحو 1.4 مليار دولار وترتكز على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء إلى رواندا في شرق أفريقيا.
وأضاف جونسون مدافعاً عن الخطة التي اعتبرها منتقدوها قاسية «صحيح أن رحمة بريطانيا قد تكون بلا حدود، لكن قدرتها على استيعاب مزيد من طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين ليست كذلك. لا نستطيع أن نتوقع من دافع الضرائب البريطاني أن يدفع تكاليف لا نهاية لها».
وفي إطار الخطة، توصلت الحكومة البريطانية فعلياً إلى صياغة بنود اتفاقية مع نظيرتها الرواندية لاستقبال واستضافة المرحلين الذين يوصفون في سياق الاتفاق، بأنهم «مهاجرون اقتصاديون».
ووصلت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، إلى العاصمة الرواندية كيغالي، حيث من المتوقع أن تشارك في إبرام الاتفاقية التي سيتم تنفيذها تدريجياً على مدار 5 سنوات.
ودافع مسؤولون في حكومة جونسون عن الاتفاقية، قائلين إن من شأن ترحيل طالبي اللجوء إلى دولة نائية أن يؤدي إلى ردع عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين المحتملين عن التسلل عبر القنال الإنكليزي، وهو الأمر الذي يرون أنه سيؤدي بالتبعية إلى إنقاذ الأرواح وتجفيف منابع الأموال التي تجنيها عصابات تجارة تهريب البشر.
ووفقاً للخطة، سيتم أولاً فرز المهاجرين المتسللين عبر القنال لتحديد الذين يستحقون الحصول على حق اللجوء باعتبارهم «مهاجرين اقتصاديين» (أي مؤهلين للعمل والإنتاج)، ومن ثم تسفيرهم في أفواج إلى رواندا حيث تنتظرهم العديد من الخطط لمساعدتهم على بدء حياة جديدة.
وثمة مقترحات تدعو إلى إتمام عملية الفرز والتصنيف في رواندا بعد وصول طالبي اللجوء، على أن تتكفل لندن بدفع تكاليف إعادة توطينهم.
وكشف مصدر حكومي مطلع، أن الجيش البريطاني سيكون له دور في تنفيذ الخطة، مشيراً إلى أنه «قوات من الجيش ستتولى نقل أفواج المهاجرين غير الشرعيين إلى المطار مباشرة لترحيلهم إلى رواندا مباشرة».
وقال جونسون إن سلاح البحرية سيقوم بمهام مراقبة وحراسة في القنال الإنكليزي في إطار تشديد إجراءات منع عمليات تسلل الزوارق التي تنقل المهاجرين غير الشرعيين إلى المملكة المتحدة.
وفي حين وصف مسؤولون حكوميون، الخطة، بأنها ستكون «خطوة إنسانية حقيقية إلى الأمام»، تواجه في المقابل انتقادات سياسية وإعلامية واسعة بصفتها «عديمة الشفقة وباهظة التكاليف».
ويحذر المنتقدون من أن الخطة قد تؤدي إلى «إعادة إحياء ممارسات العبودية»، مشيرين إلى أن سمعة رواندا مازالت ملتصقة بمجازر «الإبادة الجماعية» التي حصدت أرواح نحو 800 ألف من إثنية التوتسي على يد إثنية الهوتو، في تسعينيات القرن الماضي، فضلاً عن الوصمات الكثيرة التي مازالت تلطخ سجل الدولة الأفريقية، في مجال حقوق الإنسان.